مقتل خمسة بينهم صحفية بالدستور فى اشتباكات دامية.. كان هذا هو مانشيت «المصرى اليوم» يوم السبت الماضى، وهو تقريبا مشابه للعديد من مانشيتات يوم السبت فى الشهور الأخيرة، حيث يستباح الشارع المصرى يوم الجمعة على يد الإخوان الذين باتوا يستهدفون الشرطة والجيش كل أيام الأسبوع فى عمليات اغتيال وتفجيرات.. كما باتوا يستهدفون الجامعات وبالذات جامعة الأزهر وجامعة القاهرة والإسكندرية والمنصورة.. بينما خصصوا يوم الجمعة لمواجهة المصريين فى مناطق بعينها تكاد تتكرر فى كل جمعة مثل عين شمس وجسر السويس والزيتون ومدينة نصر.
بالقطع كانت الجمعة الماضى أكثر عنفا من سابقيه بسبب إعلان المشير السيسى عن نيته الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية ولذلك ارتفعت أعداد الضحايا والمصابين، لكن ما ترسخ لدى عموم المصريين أن هناك تراخيا فى التصدى للإخوان وعنفهم، ببساطة لأن هذا العنف يتكرر بنفس الشكل جمعة وراء الأخرى، ومع ذلك فليست هناك استراتيجية واضحة للتصدى له بالمنع قبل أن يستفحل بل إن الشرطة تتدخل بعد أن تتطور الأمور ويتحول الأمر سريعا إلى تبادل إطلاق النيران والخرطوش ما بين الإخوان والشرطة.. والوضع فى الجامعات يكاد يتكرر بنفس الأسلوب الذى ينتهى بانفجارات واعتداءات عنيفة داخل الجامعة ولا يجدى هذا التكرار شيئا فى الحد من هذة الهجمات.. مفهوم أن الاغتيالات قد يكون رصدها صعبا وكذلك التفجيرات أمام المظاهرات التى تستهدف تفجير الشوارع والجامعات فهى متكررة بنفس الاستراتيجية ونفس الأسلوب دون أن يكون هناك أى تطور فى المواجهة مما رسخ لدى الناس الإحساس بأن هناك تراخيا متعمدا فى مواجهة الإخوان وسواء كان هناك تراخ متعمد أو عدم قدرة على مواجهة ما هو معلوم وما هو منتظر فمن المؤكد أن هناك شيئا ما يجب أن يتغير فى استراتيجية المواجهة المعمول بها..
لسنا خبراء أمن ولكننا نحكم على النتائج التى نراها ولذلك فنحن لا ندعى أن هناك تراخيا متعمدا طالما لا نملك الدليل على ذلك ولا التبرير المنطقى له... لكن من غير المفهوم إذا ما كان العبء على الشرطة هائلا أن تستنفد الشرطة جزءا من طاقتها لتعقب شباب الثورة واعتقالهم بدلا من أن تركز كل جهودها لمواجهة الخطر الحقيقى الذى يصدعون به رؤوسنا ليل نهار بينما نحن ندركه عمليا وهو إرهاب الجماعة وأخواتها.. العبء كبير فلماذا استنزافه بعيدا عن الهدف الأساسى وهو عنف الجماعة؟ مثل هذه الممارسات هى التى تشكك البعض فى الاستراتيجية الأمنية والهدف من ورائها.. هناك الكثير مما يصعب على الكثيرين قبوله أو فهمه منه التكرار بنفس الأسلوب فى الجامعات والشوارع مع الثبات على مواجهة لاتجدى.