٣ أسابيع من إضراب عمال هيئة البريد.. ولا حل.
كأنه ليس هناك حل!
وكأنه ليست هناك هيئة بريد!!
وكلامى هنا موجه إلى الحكومة ورئيسها الذى يحاول أن يقدم نفسه بأنه حلّال لكل المشكلات.. ويتحرك فى الشوارع ويلتقى مع الناس ومع أصحاب المشكلات.. ولكن يبدو أن هيئة البريد سقطت من حساباته.
فما زالت الهيئة مهمة للشعب.. وبالطبع للعاملين بها وما تستثمره خصوصا أن هناك مليارات الجنيهات ملك للشعب فى الهيئة (الهيئة تسهم بنسبة كبيرة فى شركة الاتصالات».
لكن الحكومة غائبة تماما.. وتاركة الموضوع ولا تستمع إلى صوت العمال ومطالبهم التى على رأسها إقالة رئيس مجلس إدارة الهيئة والذى أثبت فشله فى إدارة هذا المرفق المهم.. وهناك نماذج كثيرة من الفشل الذى ورثناها من النظام السابق وتم التخلص منها. ولعل ما حدث فى جامعة بورسعيد الأسبوع الماضى من عزل وإقالة رئيس الجامعة نموذج لذلك.
لكن هناك مَن يحمى رئيس مجلس الإدارة وهيئة البريد.. فمن هو؟
وهناك مَن يضرب بمطالب مشروعة عرض الحائط ولا يسعى إلى الحل.
وما حدث -ويحدث- من إلقاء القبض على عمال وقيادات نقابية وتوجيه اتهامات بالتحريض يعيدنا مرة أخرى إلى ما كان يجرى قبل الثورة.. وهو الحل السهل لدى المسؤولين الفاشلين.
لكن ليس هذا هو الحل.. بل هذا الأمر يزيد الأمر تعقيدا.
ولعل أحد المسؤولين فى الحكومة أو السيد رئيس الحكومة الذى يحاول أن يحل المشكلات بنفسه أن يقرأ بيان اللجنة العليا لإضراب البريد ليحاول أن يفهم الأزمة لحلها قبل تفاقمها.
فتحت عنوان «لا مفاوضات إلا بعد الإفراج عن زملائنا ووقْف كل الملاحقات الأمنية والإدارية» جاء: اجتمع اليوم الموافق ٢٩ مارس ٢٠١٤ أكثر من ٣٦ قيادة نقابية من قيادات الاتحاد النوعى المستقل للعاملين بالبريد، ممثلين لـ١٨ منطقة بريدية فى ٢٤ محافظة من مناطق القاهرة الكبرى وبعض المحافظات القريبة من العاصمة، معلنين تضامن باقى المناطق البريدية من المحافظات البعيدة والتى لم يستطع ممثلوها الحضور وبخاصة مناطق محافظات الصعيد.. حيث ناقش الحضور كيفية مواجهة الخطوات التصعيدية التى اتخذتها إدارة هيئة البريد والتى وصلت إلى حد القبض على خمسة من أعضاء النقابة المستقلة بمحافظة الإسكندرية هم: أيمن حنفى محمود، وهيثم عثمان محمود جابر، وإسماعيل ثابت، وهشام عبد الحميد محمد، وسامى سعيد صباح، والتقدم بالعشرات من البلاغات من قبل الإدارة ضد الزملاء من قيادات الإضراب فى كل المحافظات والذى دخل أسبوعه الثالث على التوالى.
حيث أجمع الحضور على ضرورة المواجهة الحاسمة بإعلان وقف أى مفاوضات مع إدارة الهيئة إلا بعد الإفراج عن الزملاء المحبوسين، ووقف أى ملاحقات أمنية أو إدارية لباقى الزملاء، كما اتفق الحضور على إعادة تنظيم الصفوف للوصول إلى إعلان الإضراب الشامل بنسبة ١٠٠٪ خلال اليومين القادمين فى مواجهة ادعاءات رئيس الهيئة التى يكررها ليل نهار بأن الإضراب قد تم فضه وأن نسبة المضربين لا تتعدى ٣٥٪ والمحاولات اليائسة من قبل الإدارة لفض الإضراب بالتهديد والوعيد من جانب، وبالإغراءات المادية من جانب آخر، إضافة إلى تأكيد ضرورة الحشد الضخم للوقفة الاحتجاجية التى سينظمها عمال البريد يوم الإثنين القادم أمام مجلس الوزراء.
واليوم توافَق الحضور على تكوين اللجنة العليا لإضراب عمال البريد تضم ممثلين من كل المناطق البريدية لتنسيق وتوحيد كل الجهود والفاعليات الموحدة والمشتركة فى كل محافظات الجمهورية، على أن تشكل اللجنة غرفة عمليات دائمة لدراسة الوضع أولا بأول، على أن يصدر عنها بشكل دورى بيانات صحفية ترصد بها حالة الإضراب كل ساعة فى مواجهة أكاذيب رئيس الهيئة.
فرئيس هيئة البريد لا يقدم الحقيقة للمسؤولين.. ويدّعى أن الأزمة انتهت ويحاول أن يخرج فى وسائل إعلام وفضائيات ليقول إن كله تمام.. لكن الحقيقة أن هناك أزمة تتفاقم فى مرفق مهم من مرافق الدولة ولا أحد يهتم.
فمَن يحمى رئيس هيئة البريد؟