أحترم غضب وحزن جمهور الأهلى الذى فوجئ بهزيمة فريقه، أمس الأول، أمام الأهلى الليبى فى القاهرة وخروجه من دورى الأبطال الأفريقى.. لكننى فوجئت بهؤلاء الذين ألقوا جانبا بتلك الهزيمة وأسبابها وعلاجها وضمانات عدم تكرارها وقرروا فقط استخدامها إما للهجوم القاسى غير المبرر على حسن حمدى والخطيب والمجلس السابق ولجنة الكرة أيضا.. أو الهجوم غير العادل والمنطقى على محمود طاهر ومجلس إدارته الذين لم يتسلموا بعد مهمتهم، وبدأت المباراة قبل أن تمضى أربع وعشرون ساعة على فوزهم بانتخابات النادى.. وكانوا قليلين جدا الذين انشغلوا بتلك الهزيمة نفسها والتى لا يمكن تسويقها للناس باعتبارها سوء حظ وفألا سيئا أو كبوة مفاجئة وارتباكا مؤقتا ساد لاعبى الأهلى ومديرهم الفنى.. وإنما أدركوا وأعلنوا بوضوح أنها ليست هزيمة فى مباراة بقدر ما هى جرس إنذار أخير قبل انهيار أكبر وأسوأ.. وأن الأهلى يحتاج إلى تغيير هائل يكاد يطال كل شىء فى صفوف الفريق ولاعبيه.. وبدلا من أن يمشى الجميع وراء هؤلاء ليبدأ حوار حقيقى وجماعى حول ملامح هذا التغيير المطلوب، ومن أين ومتى وكيف يبدأ وما هى أولوياته ومن أين ستأتى البدائل والتكاليف.. انطلق فجأة حصانان جامحان يجرى كل منهما فى طريق.. أحدهما يمتطيه الذين يكرهون حسن حمدى والخطيب فقالوا إنهما تركا فريق الكرة يتم تخريبه واستنزافه لاعبا وراء آخر ولم ينتبها رغم امتلاكهما كل السلطة والصلاحيات سنين طويلة لضرورة التبديل دونما انتظار لأزمة أو بوادر انهيار..
والحصان الآخر امتطاه الذين يحبون حسن حمدى والخطيب وإبراهيم المعلم أيضا، واستند هؤلاء لتلك الهزيمة لتأكيد مزاعمهم أو تمنياتهم بفشل محمود طاهر فى المحافظة على فريق الكرة بالأهلى، باعتباره رجلاً سيهتم فقط بشؤون النادى الداخلية والإدارية واحتياجات أعضائه ومطالبهم فقط.. وجرى الحصانان فى صحراء لا نهاية لها.. فلا يمكن مطلقا التشكيك فى حب حمدى والخطيب للأهلى أو اتهامهما بتعمد تجريف الفريق حتى يصبح أرضا محروقة لمن سيأتى بعدهما.. فما هكذا يفكر حمدى والخطيب بالتحديد فى كرة الأهلى التى هى حياتهما ومجدهما وشهرتهما وغرامهما أيضا.. كما أن طاهر لم يبد عليه، فى أى وقت، أنه غافل عن مسؤوليته عن فرحة ومشاعر وأحلام وطموحات وأحزان الملايين الذين هم عشاق النادى وسر مكانته الكبرى وقوته الحقيقية.. ومنذ اليوم لم يعد باستطاعة طاهر القول إنه ليس مسؤولا عن الفريق وما جرى له طيلة ثلاث سنوات مضت.. وليس مسموحاً له إلا بأن يبدأ التغيير وإعادة البناء بأقصى سرعة ولكن بمنتهى الحكمة أيضا.. وقد تكون الإيجابية الوحيدة لتلك الهزيمة أمام الأهلى الليبى أنها جاءت بعد انتخابات شاقة وصعبة كادت تقسم الأهلى وتحيله إلى ساحة حرب لأكثر من جبهة وفريق.. وبالتالى باتت الهزيمة نفسها بمثابة دعوة عاجلة ومُلحة لجمع الشمل من جديد.. فالفانلة الحمراء بالتحديد ليست ملكاً لشخص بعينه، ولأكثر من مائة سنة كانت الرباط الذى يجمع بين كل الأبناء والعشاق.. وأظن أو أتمنى أن هذا هو ما سيجرى الآن ويتنازل الجميع عن خلافاتهم وحساسيتهم ليعود الأهلى من جديد فريقا واحدا جميلا وقويا أيضا.