قرأت خبراً نوعياً. ضابط فى الأمن السياسى تم اغتياله. إطلاق النار عليه تم بين الناس فى قلب القاهرة. حدث هذا مساء الأحد. سمعت تعليقات مختلفة فى محطات التليفزيون. قال الأستاذ يسرى البدرى محرر الحوادث فى «المصرى اليوم» إن الضابط متخصص فى التطرف. قال إنه كتب مذكرة تحريات قضية التخابر المتهم فيها محمد مرسى. اهتم الأستاذ عمرو أديب بالخبر. وجدت بضع قنوات تركز عليه فى تلك الليلة. يسقط ضباط كثيرون فى أماكن مختلفة. هذا هو الضابط الأول الذى يستهدف فى قلب القاهرة. وزارة الداخلية تتحمل المسؤولية.
مهمة الضابط كانت معلنة. تساءلت فى البداية كيف عرف الذين اغتالوه أنه كتب مذكرة التحريات؟ انتبهت إلى أن هناك تحقيقات. متهم تلو آخر يستمع من المحقق إلى ما يواجه من اتهامات. محامون يحضرون الجلسات مع بعض المتهمين. المعلومة ليست سرا. كانت تقتضى احتياطا أمنيا. ضابط كان سيصبح مكونا فى قضية تاريخية. رئيس لمصر متهم بالتخابر والخيانة. ضابط فى الأمن السياسى كتب المذكرة. جهاز الأمن الوطنى أراد الإخوان أن يقوضوه. يبدو أنه يستعيد وجوده. يبدو أن لدى الإخوان معلومات عن ضباطه. الوصول إلى ضابط قرب بيته بهذه الطريقة ليس أمرا سهلا.
مات محرر مذكرة التحريات ضد مرسى فى قضية التخابر.. هل هذا يعنى سقوط القضية؟ القانون وضع اعتبارا لذلك. الضابط أدلى بأقواله للنيابة. القاضى بهذا الاغتيال كون عقيدة بخصوص الجناية. القضية لن تتعطل. لكن الاغتيال رسالة إلى كل أطراف العملية القانونية. الداخلية والنيابة والقضاء. تهديد وترويع. قررت أطراف أن تسلك طريقة أخرى للتعامل مع القضية. بعيدا عن القانون. يبدو أن الطريق القانونى فيه مشكلات. استعدت واقعة اغتيال القاضى الخازندار فى نهاية أربعينيات القرن الماضى. الإخوان اغتالوه لأنه أصدر أحكاماً ضدهم.
يتعرض ضباط كثيرون جداً للاغتيال يوميا. أغلبهم فى سيناء ومناطق القناة. بعضهم من الشرطة وبعضهم من الجيش. عملية الاغتيال فى قلب القاهرة نوع من التحول. المواجهة مفتوحة بين الإرهاب والتطرف الدينى والجيش والشرطة. يقتضى هذا نوعا من التأمين الإضافى للضباط. خصوصا المتخصصين. هناك إجراءات أمنية لابد من اتخاذها. عمليات نفسية لابد من تنفيذها تعضيدا لزملاء الضحايا. الرسالة التى يوجهها الإرهاب لا تستهدف الضحايا وحدهم. تستهدف زملاءهم فى المكاتب. تريد أن تضعف من إرادة المواجهة. يدرك الإرهاب أن القضية سوف تستمر. أن الضابط الذى تم اغتياله لم يكتب مذكرة التحريات ضد محمد مرسى بصفة شخصية.
القضى على ما يبدو مهمة. تتضمن وقائع خطيرة. قرأت أنها تتضمن تسجيلات وأدلة. صدر الحكم فى الجولة الأولى منها قبل أن يترك محمد مرسى موقعه كرئيس. طالب القاضى بأن يتم فتح تحقيق من النيابة فى عملية هروب المساجين من سجن وادى النطرون. كان مرسى بينهم. تعاون مع خطة الهروب. تلقى المساعدة. كان المهاجمون للسجن من خارج مصر. هل يكون الذين اغتالوا الضابط مساء يوم الأحد من خارج مصر أيضا؟؟ سؤال ليس لدى إجابة عنه!!