حسنا من شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية سلامة الحالة الجسدية والنفسية، الحمد لله، كنت قلقان، البلد مليانة مجانين، أخشى نلبس ثانية فى الحيطة، ويحكمنا مجنون هارب من مستشفى الأمراض العقلية.
ألم نتعلم الدرس بعد، درس مرسى، حالة مرسى فى القفص أخيرا تستدعى هذا النص تماما، ويجب الكشف على سلامة القوى العقلية للمرشحين واحد واحد، لا نستثنى منهم أحدا، البلد بقت مورستان، اللى مايشوفش من القفص يبقى أعمى، يبقى عباسية..
مرسى جادا ليس هازلا ولا عابثا يوجه كلاما مهما لمحاميه: «أول حاجة تقفله، وبعدين تشوف هتتصرف معاه إزاى، لكن الأول تعمل إيه، تقفل المحبس، لأن الخزان مهما تحط فيه ميه المحبس بيطفنس، فالأول أقفله عشان الميه تبان، وبعدين شوف اللى اطفنس ده هتعمل فيه إيه، ممكن ما تقدرش تعمل حاجة، صعب، هتعمل إيه..!».
أنا ف عرض المجمع اللغوى، مرسى بيطفنس، المحبس بينقط، هنتصرف معاه إزاى، لابد من الكشف عن سلامة قواه العقلية، حرام يترك هكذا طليقا فى القفص، قاموس المعانى الذى يجمع شتات المعانى فى القواميس المعتبرة صفعنى باعتذاره عن فهم معنى «يطفنس» التى قال بها مرسى، عذراً لم يفلح بحثك بالعثور على أى نتائج، مرسى صار مثل أبله فهيته ينطق بالأحاجى، بيطفنس طفنسة.
يا مثبت العقل، مرسى دخل على خط الخواجة «بيجو» تمام، الخواجة موجها كلامه لإسماعيل ياسين الذى هب لنجدته وكتابة رسالة لأخيه استعصت عليه، قائلا: الخمار بتاع الأنا جيتو فى نص السكة وخرم، وكل ما أنا يقولو تيك تيك تيك يهز الرأس بتع الهوا وميرداس يمسى..!
نفس الإصرار العجيب على نفس الجمل والتراكيب، من نفس المعجم الغريب، معجم نادر، حتى «مختار الصحاح» لم يسعفنى، مرسى صار حالة، حتى المقارنة ظالمة للخواجة «بيجو»، على الأقل الخواجة دمه خفيف، دم مرسى يلطش.
همه على بطنه والفلوس، لا أعرف لماذا يضيع متهم بالخيانة العظمى والجاسوسية والتخابر لحظات ثمينة من وقت محاميه فى طلب فلوس عدا ونقدا، إدينى عقلك، مرسى فى السجن واكل شارب نايم، عاوز فلوس ليه، بيكون مستقبله، ولا بيلعب الكومى على فلوس.
مرسى فى القفص عامل فيها إنسان الغاب طويل الناب، ساعات يعمل مجنون، وساعات يعمل حيران، وساعات يعمل زعلان، وساعات مليان بالصبر، يقول كلاما عجبا، من يسمعه لابد أن يسأل جادا: كيف تأتى لهذا حكم مصر.. أعتقد أن عاصرى الليمون يمصمصون الشفايف استنكافا واشمئناطا، ارتكبوا حماقة يندى لها الجبين، حد ينتخب مرسى ويقعد معاها فى «فيرمونت»؟! وجايين تتنصحوا على السيسى..خيبكم الله.