والمستشار هو المستشار سعيد يوسف، رئيس محكمة جنايات المنيا، والدعوة التى أدعوه إليها أن يخرج للناس ويتكلم الآن، قد يكون من غير الوارد أن يتحدث القضاة للناس.
ولكن وعلى قاعدة أن الضرورات تبيح المحظورات وأن حالة الهلع والدهشة التى وصفها البعض متسرعاً بالفضيحة، ربما تجعل المستشار يتصرف كمواطن وأن يتكلم للمصريين وللعالم الآن، لا تستمع يا سيادة المستشار إلى صوت الولايات المتحدة الأمريكية ولا إلى بان كى مون ولا إلى منظمة العفو الدولية، استمع الآن إلى صوت ضميرك وتحدث به إلينا، وقل لنا يا سيادة المستشار عدد القتلى الذين أزهقهم من أصدرت قرار إحالتهم إلى المفتى فقد ردد البعض أنهم قتلوا واحدا فقط وقال آخرون إنهم قتلوا ٨٤ واحدا، قل لنا كيف قتلوا العقيد مصطفى العطار وكيف أرادوا التمثيل بجثته وكيف تبولوا على الجثة،
قل لنا يا سيادة المستشار كيف شرعوا فى قتل الضابط كريم فؤاد، قل لنا كم كنيسة حرقوها، كيف اقتحموا قسم شرطة مطاى وكيف سرقوا الأسلحة من داخل القسم وكيف روعوا ونشروا الخوف، قل لنا يا سيادة المستشار المشاعر والتفاصيل التى انتابتك وأنت تقرر هذا القرار، قل لنا لماذا أصدرت حكمك أيضاً بتبرئة ١١ منهم، تحدث يا سيادة المستشار فأنت الآن فى منطقة وسط بين القضاء الذى لا يخاطب الناس والتاريخ الذى وقف عند قرارك وسجله فى صفحاته منتظرا كلمة نهائية، تحدث يا سيادة المستشار للناس حتى لو كان المقصود بهذا القرار هو الردع لكل القتلة والمجرمين ومن يحرقون وطنا بناسه، قل لنا إن هؤلاء الذين صدر قرارك بشأنهم هم القتلة الحقيقيون وأن ضمير القاضى مستريح لهذا القرار، قل لنا يا سيادة المستشار إن قرارك هو العدالة الناجزة التى نتشدق بها كثيرا وعندما تتحقق نقول: (أصل وفصل) ونستدعى لكن وإنما وكيف!!
ونتحول إلى قضاة وسياسيين ومتفلسفين، قل لنا إن هذا العدد الذى نراه كبيرا وإن هذا القرار الذى نراه مروعا هو بالفعل كبير ومروع لكل من استحل دماء البشر وروعهم وسكب مية النار فوق جثثهم، إن القرار مروع لكل من حرق الكنائس وسلب الممتلكات واستولى على الأسلحة وكفر وعذب، قل لنا إنك مواطن وقاض وصاحب ضمير، وإن ضميرك مستريح.