قال الكاتب القدير يسري الجندى، "حينما استرجعت تجربتى مع المخرج القدير سمير العصفورى، شعرت وكأننى كنت فى حلم، فى رحلة صنع منها العصفورى تيار مهم جدًا فى المسرح المصري وكان لى شرف مشاركته فى جزء منها، وذلك بالقياس للكابوس الذى نعيشه، ويظل السؤال هل يمكن أن يتكرر الحلم مرة أخرى؟، والحقيقة إن ما يحيط بنا قد لا يبشر بذلك ولكنى على يقين أن القامات الكبيرة أمثال العصفورى التى على أكتافها تاريخ لا يستطيع أحد أن ينكره أو يمحوه هى نفسها مؤشر لميلاد ذلك الحلم".
وأضاف فى تصريح لـ"صدى البلد"، "فمسرح الطليعة كان ميلاد تيار جديد لم يسعفه التحولات التى حدثت بعد ذلك فى أن يمتد حتى وصلنا إلى ما نعيشه الآن وهو زمن القحط لكن قامة مثل سمير العصفورى بجانبها قامات أيضًا كبيرة، لم تترك أثرها فى حينه فقط بل مازال هناك ومضات تؤكد أن تأثيرها ممتد".
وتابع "أن تولد مصر من جديد فسيولد أيضًا فن جديد، وحركة ثقافية جديدة أيضًا لأن كل هذا للأسف انهالت عليه المعاول فى السنوات الأخيرة ولم تبق إلا الذكريات التى يحملها هذه الأجزاء من كتابه "أنا والمسرح" وما كان من تأثير وسيجعل كل ما قيل حتى الآن على "سمير العصفورى" حقيقي من إنشائه مدرسة وحركة جديدة فى المسرح المصري، وكون هذه المدرسة قابلة لأن تولد من جديد فأعتقد أن ذلك ممكن وحقيقي قد لا نشهده".
وأوضح "لكن بالتأكيد لو نظرنا لمجمل تاريخ المسرح المصري منذ وُلد سنجد عملية مد وجزر باستمرار وهذا المد والجزر مرهون بالظرف الذى يعيشه الشعب المصري الذى عاش تقلبات حادة وعنيفة جدًا، وانعكس على حركة المسرح وبالفعل فى الزمن الحالى يكاد يكون كل شيء تحول بنسبة 360 درجة، ولكن فى نفس الوقت نشهد بزوغ ميلاد جديد هذا الميلاد سيقوم على أكتاف ما صنعه "العصفورى"، و"مطاوع"، وعدد كبير من القامات التى افتقدناها ولكن فى ثوب مختلف وإضافات مختلفة تجلعنا لا نيأس".