لم أتخيل هذا الكلام. لم أصدقه إلا لأنى شاهدته مسجلا بالصوت والصورة. انزعجت تماما لأن الصحف لم تهتم بهذه التصريحات. الشيخ السلفى د. ياسر برهامى يحرم علامة السيارة الشيفورليه. يقول إنها تشبه الصليب. يريد نزعها من السيارات. يعتبرها مخالفة لدين الإسلام. بقدر انزعاجى من عدم تناول الأمر فى الصحافة المصرية بقدر ما سعدت أن صحف الخارج لم تنتبه بعد. ماذا يحدث لو عرفت بذلك شركة شيفورليه فى مختلف أنحاء العالم؟
لن أتحدث فى العقيدة. لا أعرف كيف يتعامل الدكتور ياسر برهامى مع علامة (البلس). أشبه بالصليب. هل محا تلك العلامة من جهاز الكمبيوتر. هل لم يعد لها أثر فى جهاز الآلة الحاسبة التى قد يستخدمها. هل يمنع نفسه من الاتصال الدولى بالتليفون لأنه يبدأ بعلامة +. كيف يتحرك فى شوارع متقاطعة. ألا يقوم بأى تدريب رياضى يعتمد على مد الذراعين. فيكون بذلك قد تجنب شكل الصليب؟ فتوى غريبة جدا. سيارة تتحول من الحلال إلى الحرام بسبب علامة تقترب من الصليب.
ماهو عيب الصليب إذا لم تكن تؤمن به؟ المسيحيون يؤمنون به. مالك بعقيدتهم. من جعلك وصيا عليهم. لم يطلب منك أحد أن تؤمن بذلك. لم يطلب منك احد أن تشترى سيارة شيفورليه. هل كل السلفيين فى مصر لا يملكون هذه السيارة. نزعوا منها علامتها. إذا نزعوها ماذا يفعلون حين يذهبون إلى مراكز الصيانة. على الأبواب هناك سوف يجدون علامة الشيفورليه. عقول متحجرة. أفكار يابسة. ذهن متجمد. آراء خارج العصر. تفكير لا علاقة له بالتاريخ.
ماذا سوف يحدث لو استمرت السيارات فى مختلف أنحاء العالم تحمل نفس العلامة. هل ستنتشر المسيحية أسرع؟ تخيلت أن السلفية لديها قدرة على التطور. أنها تنضج. تصريحات سابقة لحزب النور أوحت بذلك. تبين أن منهج التفكير لا يتغير. طريقة واحدة. البقية عمليات تجميل مؤقتة. مساحيق تذوب بمجرد أن ينكشف فكر السلفيين. أمثلة يومية تقول للمصريين إن مشروع التطرف الدينى بكل أسمائه لا يصلح لمصر. خارج العصر. لا يضيف وإنما يعطل. يجعل المصريين يهتمون بعلامة شيفورليه بدلا من أن يهتموا بتوفير فرصة لتصنيع شيفورليه فى مصر.
استغربت جدا أن د. ياسر برهامى يرفض إقران السلفية بتنظيم داعش. أشد التنظيمات تطرفا فى الشام والعراق. قاتل المسلمين وغيرهم. التنظيم الذى يبث الفرقة بين من يواجهون نظام الأسد. يرفض برهامى ذلك. يقول لا تربطونا بداعش. يخاف على صورة سلفية مصر. لن يربطك أحد. أنت تربط نفسك بهم. أنت تلصق نفسك بتفكير أغرب من تفكيرهم. الذى يفكر اليوم فى تحريم علامة سيارة يمكنه أن يفعل ماهو أغرب غدا. أيها السلفيون عودوا إلى العصر. انتهى زمن أهل الكهف.
