الاعتذار فضيلة، وباسم يوسف اعتذر للكاتب البريطانى «بن جودا» وقَبِلَ الصهيونى الاعتذار باسما، هل يتفضل باسم بالاعتذار لعضم التربة، لروح الفقيه جمال البنا، الأقربون أولى بالاعتذار، ويغبر قدميه إلى قبر الفقيه، ويمرغ وجهه فى التراب اعتذارا وخجلا، البنا رحل دون أن يدرى أن الساخر الشهير سطا على اجتهاده فى كتابه «تفنيد حدة الردة» دونما إشارة، والنفس أمارة.
فيديو قصير مدته 7 دقائق و24 ثانية، معنون «بالوثائق: باسم يوسف يسرق كتب جمال البنا وينسبها لنفسه فى مقاله بالشروق»، نشرته صفحة «كلنا خالد سعيد.. نسخة لكل المصريين»، يكشف بالآية والحديث والتفسير سطو الساخر الشهير على الكتاب والفقيه، سطو مسلح بالبراهين منشور فى مقالين تحت عنوان «الإلحاد والردة مرة أخرى (1) و(2)»، فى صحيفة «الشروق» بتاريخ 4 و11 يونيو عام 2013.
أدعو مشاهدى «البرنامج»، فى موسمه الثالث، إلى مشاهدة الفيديو كاملا على اليوتيوب، سيرون عجبا، تشابها يصل إلى حد التطابق، الحافر على الحافر، أفكار البنا منقولة حرفيا بآياتها وتفسيراتها، بأحاديثها وأسانيدها، وإسناداتها، وطرفا من السيرة النبوية بتدقيقها ورواتها، باسم وفريق العمل أضافوا رتوشا عبثية لإخفاء الجريمة فشوهت الاجتهاد المعتبر، حاولوا جاهدين إخفاء الجثة، فشلوا فشلا ذريعا، لا أضافوا حديثا، ولا ذهبوا إلى آية، فقط نقل بالمسطرة، ما بال باسم بفقيه يجتهد اجتهاد العلماء، ويقبض على جمر الأحكام يؤصلها ويبينها ويمتنها ويجليها فيكشف المعنى الكامن فى جوهرها، خليك فى البرنامج أحسن.
فعلا الصحافة لمت.. كما قال باسم، لمت إلى حدود استباحة اجتهاد الفقيه، وإسناده إلى الأراجوز، ليخرج علينا فى صحيفة «الشروق» فى ثياب الواعظين، متحدثا عن الردة وأحكامها وضوابطها، بلسان الفقهاء، وعلم العلماء، من يقرأ مقالى باسم يوسف «الإلحاد والردة مرة أخرى (1) و(2)»، يعجب من الجسارة فى النقل، ويتعجب من الجرأة على اهتبال اجتهاد فقيه أصاب أو أخطأ، باسم يمارس النقل على مسؤولية صاحبه الذى غاب كلية عن مقالى «الشروق»، ولو ضبط بسرقته، ديتها اعتذار.. واللى تعرف ديته اسرقه!!.
باسم يمارس العادة السرية، سرقة المقالات عادة سرية قبيحة، فليقلع عنها، تطور سريعا من نشل المقالات الصحفية إلى سرقة الكتب الفقهية، فى المقالات الصحفية مهضوم نسيان المصدر، غلطة، ولكن فى الاجتهادات الفقهية عدم الإسناد خطيئة، مال باسم بالحدود والردة، كل واحد يكتب على قده، باسم مدافعا عن حرية الإلحاد يسطو على اجتهاد البنا، اغترف من كتاب الفقيه ما استطاع إليه سبيلا، مع تحوير (ديسك) لبعض الفقرات ليضيف بعضا من روحه الباسمة على اجتهاد فقهى لا يحتمل خفة الظل بعد خفة اليد.