السفير هانى صلاح الدين المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، صرَّح بعد انتهاء آخر اجتماع للمجلس، مساء أول من أمس، بأن «انقطاع الكهرباء تحدٍّ كبير سيواجهنا فى فصل الصيف» المقبل، لكن معاليه بشَّرنا بأن الحكومة مشكورة «شكَّلت مجموعة عمل لحل المشكلة».
طبعًا معنى هذا الكلام مفهوم وواضح، وهو أننا سنبقى زمنًا لا يعلم إلا الله حجمه، معرّضين للتمتع بالظلام الدامس وخنقة الحر اللافح فى غياب الست الكهرباء التى كنا قبل سنوات قليلة نشكو من حضورها الزائد فى حياتنا إذ كانت أجهزة أمن الأستاذ المخلوع وولده (ثم عصابة «المنزوع» وبلطجية جماعته) يفيضون بالكرم على المصريين الغلابة الذين يسوقهم سوء الحظ إلى السجون ومراكز التعذيب، فيقدّمون لهؤلاء خدمة توصيل التيار الكهربى لأبدانهم مجانًا ويعفونهم من دفع فواتير الاستهلاك.
غير أننى أكتب هذه السطور ليس بقصد توجيه اللوم إلى الحكومة على هذا النقص فى إنتاج الكهرباء، فالقاصى والدانى يعرف سوء وصعوبة أوضاعنا الحالية، لا سيما ونحن نخوض غمار حرب إرهاب وتخريب بالغة الشراسة وغير مسبوقة فى قذارتها وخسة وانحطاط وندالة العدو الذى فرضها علينا، ولكن ما أسأل عنه مندهشًا هو: إذا كانت معطيات الواقع الصعب الراهن تفرض علينا «تقنين» استهلاك الطاقة عمومًا والكهرباء خصوصًا واللجوء إلى ما يسمى «تخفيف الأحمال» على شبكة توزيع التيار الكهربى من خلال قطعه تبادليًّا وفى أوقات معلومة عن أغلب مناطق البلاد بحيث يتوزّع عبء العجز فى الإنتاج على أوسع دائرة من السكان ومن دون إخلال بقواعد العدالة..
طيب، إذا كان ذلك كذلك ويحدث فعلًا الآن، فلماذا لا تكمل الحكومة جميلها علينا وعلى أهالينا وتتحلّى بقدر من الشفافية وتبدى شيئًا من الاحترام لخلق الله سكان هذا البلد، ومن ثَم تعلمهم وتبلغهم مسبقًا بالجدول الزمنى لعمليات القطع والإظلام فى كل منطقة، بحيث يعرف كل مواطن متى سيتلقّى نصيبه اليومى من المعاناة الكهربائية؟!
لست أرى أى صعوبة تقنية أو إدارية تبرّر تقاعس الأجهزة الحكومية المختصة عن وضع هذا الجدول وإعلانه على الناس، إلا إذا كان المطلوب تحويل انقطاع الكهرباء وإشاعة الظلام والعتمة إلى تقليد فلكلورى بهيج، وشىء يشبه حفلات الـsurprise party، وترجمتها «حفلة المفاجأة» السعيدة قوى جدًّا خالص!!
■ ■ المخبول رجب طيب أردوغان عضو فرع عصابة إخوان الشياطين فى تركيا، بدأ أمس تنفيذ التهديد الذى أطلقه بعد أن انفجرت فى وجهه فضيحة الفساد واللصوصية الرهيبة التى طالته هو شخصيًّا ونجله وأخطر وأهم أعضاء حكومته، وقام أردوغان فعلًا بحجب موقع «تويتر» تمامًا عن المواطنين الأتراك.. لماذا؟
لأن هذا الموقع وسواه من مواقع التواصل الاجتماعى الإلكترونى كانت الوسيلة التى استخدمها معارضوه لفضح جرائمه وسرقاته وعرض أدلتها الدامغة أمام الرأى العام الذى يعانى من فقر وسائل الإعلام العادية (صحافة وتليفزيون) بعدما أحكمت العصابة الإخوانية السيطرة عليها جميعًا تقريبًا خلال سنوات حكمها الممتد منذ مطلع سنوات العقد الماضى، وجرّدتها من مصداقيتها ومهنيتها وحوّلتها إلى أبواق دعائية بائسة تطبّل وتزمّر فحسب.
إذن الأخ أردوغان ، يتوهّم أنه سيتمكّن من حل مشكلته والهروب من أزمته لو أغلق أمام شعبه ما تبقّى من منافذ المعرفة ووسائل التواصل الإلكترونى.. هذا الوهم يشبه تمامًا ما فعله بطل النكتة التالية:
يُقال إن رجلًا كان يجلس مع صديقه الحميم على المقهى، فإذا بهذا الأخير يسأله: ماذا بك يا فلان؟.. ألاحظ فى الفترة الأخيرة أنك شارد الزهن وحزين، طمّنى.. هل عندك مشكلة؟
ـ نعم كان عندى مشكلة فعلًا.. بس خلاص اتحلّت والحمد لله.
ـ لو لم يكن عندك مانع، ممكن أعرف هذه المشكلة..
ـ أبدًا يا صديقى.. إنت عارف «الكنبة» اللى كانت عندى فى الشقة، على اليمين وانت داخل من الباب؟
ـ أيوه فاكرها.. مالها؟!!
ـ «الكنبة» دى يا سيدى، كنت كل ما أروح البيت أجد المدام قاعدة عليها «قعدة مش كويسة» مع رجال أغراب..
ـ يا نهار أسود.. وماذا فعلت؟!
ـ لا خلاص.. زى ما قلت لك، المشكلة اتحلّت والحمد لله..
ـ كيف..؟!
ـ عرضتها للبيع، والنهارده الصبح جاء مشترٍ وشالها..
ـ شال مين؟.. المدام؟!
ـ لأ.. شال «الكنبة»..