ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

عمر طاهر يكتب: تسجيلات أمي في أثناء الثورة

-  
عمر طاهر

شخص غيرى كان سيكتب اليوم عن فضل أمه عليه، لكننى فكرت أن أسترجع اليوم علاقتى بها على هامش السنوات الثلاث الماضية، بكل ما فيها من أحداث. اليوم أنشر تسجيلات المكالمات بينى وبين أمى، التى تعيش على بعد 500 كيلومتر، والتى بدأت يوم 25 يناير 2011.

■ يناير 2011، تعاطفت أمى مع جموع المصريين الذين خرجوا إلى الشارع بعد سنين من الظلم، وزاد تعاطفها بعدما بدأت سيرة الشباب الذين استشهدوا خلال الأحداث. وعلى هامش التعاطف كانت الأم تؤكد فكرة «مالكش دعوة وخليك فى البيت».. حاضر يا ماما.

■ بعد خطاب «سأموت فى بلدى»، وبعد أن عرفت أننى كسرت كلامها، ولم أغادر الشارع أصلا اتصلت بى ودموعها تسبقها توصينى أن ألتزم وغيرى بـ«شرف الخصومة» مع الرئيس السابق، شرف الخصومة يعنى العودة إلى البيت وإعطاء الفرصة كاملة للرجل ليصلح أخطاءه.. طيب هاشوف يا أمى.

■ بعد موقعة الجمل قالتها صريحة «مافيش فايدة».. ربنا يلطف بالبلد دى.

■ فبراير 2011.. مبروك عليكم إنتو الجيل اللى هيعيش حياة كريمة.. إنتو اللى رجعتوا للبلد كرامتها.. وش بنتك المولودة حلو على البلد.. إيه بقى اللى جى؟ طب سلام يا ماما دلوقتى علشان أنا سايق.

■ مارس 2011.. أمى تعلن أنها ستشارك فى الاستفتاء وستصوت بـ«بنعم».. يا ماما اسمعينى بس، يا ابنى خلى البلد تشم نفسها. كانت أمى على قناعة تامة بأن الثورة نجحت وانتهى الأمر، وحان وقت البناء. شاركت فى فيديو يدعو للتصويت بـ«لا»، أيوه يعنى إنتو عايزين إيه؟ لا تفرضوا وصايتكم على أحد.. ماشى يا أمى.

■ شوفت المشير بالبدلة ؟ والله شكله راجل محترم.. الحمد لله إن عندنا قيادات جيش زيه الحمد لله، يرحمكم الله يا أمى.

■ بعدها بكام يوم.. آلو يا ابنى.. هى مدرعات الجيش بتدوس الناس ليه عند ماسبيرو أنا مش فاهمة حاجة.

■ محمد محمود.. فيه حاجة غلط يا عمر فى البلد، من المستحيل أن يكونوا ثوارا من يهاجمون الشرطة والجيش «طرف ثالث ومؤامرة وبلطجية.. إلخ إلخ». إياك والتورط معهم أو الذهاب إلى الميدان.. حاضر يا أمى.. طب إنت فين دلوقتى بذمتك؟ أنا باجيب بامبرز للبت يا ماما.

■ انتخابات البرلمان.. لا تنسى قائمة «الثورة مستمرة» يا ست الكل، حاضر، بس مافيش عندنا مرشحين للثورة فى سوهاج، كلهم إخوان، أنا باقول نديهم فرصة، دى ناس اتظلمت كتير. وإنت عامل إيه؟ تيت تيت تيت.

■ آلو يا عمر.. أيوه يا أمى.. افتح التليفزيون دلوقتى واسمع مصطفى بكرى بيقول إيه على احترام الجيش وعلى المؤامرات اللى ضد البلد، مصطفى بكرى يا أمى؟ مر شريط ذكرياتنا المشتركة أمام عينى فى ثوان.

أمى خريجة حقوق عين شمس، ابنة المزارع الناصرى اليسارى المثقف، التى زرعت فى كل ركن فى بيتنا مكانا للكتب، التى شجعتنى على الاستماع لمحمد منير، الذى لم يكن أبى يطيقه، والتى فرحت بى يوم استخدمت حقى فى التصويت لأول مرة وذهبت قلت «لا» لمبارك فى أحد الاستفتاءات، وكان الموضوع حديث البلدة كلها، لأن ماحدش غيرى راح أصلا.

أمى التى كانت تناقشنى فى كلمات أغنيات فيروز التى لا أفهمها لتشرحها لى، تقول لى الآن استمع لـ«مصطفى بكرى». آلو إنت سكت ليه؟ لا يا أمى مافيش حاجة كنت بس باقيس الضغط.

■ البرلمان المصرى يتألق.. آلو يا عمر هى الناس اللى فى البرلمان دى جات من فين؟ من سوهاج يا أمى.

■ استاد بورسعيد.. مافيش فايدة يا ابنى، الثورة مستمرة، ربنا يلطف بالبلد دى.

■ انتخابات الرئاسة.. لا طبعا لا فلول ولا إخوان، ولا حتى أنصاف الفلول وأنصاف الإخوان، الجميع أثبتوا فشلهم. وكلام حمدين عاجبنى وفيه ريحة الأيام الجميلة، على بركة الله يا أمى.

■ انتخابات الإعادة.. هنقاطع يا أمى، طبعا.

■ آلو، كلمتك الصبح يا أمى ماردتيش، معلهش أصلى كنت فى اللجنة بانتخب، أبطلتى صوتك صح؟ لا، انتخبت مرسى.

■ بعد يومين خصام، إيه اللى عملتيه يا أمى ده؟ يا ابنى انت ماشوفتش فلول الحزب الوطنى عندنا هنا، وكل الوجوه اللى خلصنا منها كانت بتعمل إيه علشان شفيق ينجح وينقذهم. مستحيل كان الواحد يسمح إن الناس دى ترجع تانى. نص العمى ولا كله. وبعدين المقاطعة ماكنتش هتجيب نتيجة أصلا. ولا يهمك يا أمى أنا أصلا ماحدش بيسمع كلامى فى البيت ده غير أبويا، لا ما هو أبوك نزل انتخب مرسى معايا.

■ حكم الإخوان أول شهر.. أمى أصبح لها حساب على «الفيسبوك».

■ الشهر الثالث: خِف على مرسى إنت واصحابك، الراجل طيب فلتمنحوه فرصة.

■ الشهر الخامس: أنا عاجبنى محمد محسوب بيتكلم بمنطق محترم. ولّا يا سلام على فصاحة نادر بكار واتزانه. لا طبعا عصام سلطان راجل موضوعى. وائل الإبراشى بيولعها. موضوع جوازة ياسر على ده متلفق طبعا علشان يحرجوا الرئيس.

■ الشهر السادس: بيحاربوا مرسى فى كل حتة، وبالمناسبة حمدين صباحى شكله هيموت على الكرسى.

■ الشهر السابع: أنا مش فاهمة اللى الإخوان بيعملوه ده.. شكلهم طلعوا مقلب.

■ الشهر الثامن: هنموت من الحر سوهاج درجة الحرارة فيها 45، ومافيش تكييفات بسبب قطع الكهربا، والناس هتموت بعضها على لتر بنزين.

■ الشهر التاسع: أصبح لأمى حساب على «تويتر».

■ الشهر الحادى عشر: ربنا يلطف بالبلد دى وإن شاء الله هينجيها.

■ يوليو 2013: حمد الله على سلامة البلد.

■ بعدها بشهرين.. عمر لماذا تنتقد السيسى على «الفيسبوك»؟ قالتها بهدوء الأيام الخوالى، عندما كنت أتورط فى جريمة كبرى، فتبدأ أمى كلامها معى بهدوء وحكمة لتعالج الموقف، قلت لها كلاما لم يقنعها، قالت بهدوء أكثر رعبا: إنت يعنى، إنت شايف مستقبل مصر إزاى؟ فاجأنى السؤال، قلت لها بانفعال: هوّا تحقيق؟

■ من بعد هذا التاريخ وحتى يومنا هذا كانت مكالمات أمى تدور حول موضوع واحد: يا ابنى إنت مش هتخاوى بنتك بقى؟

التعليقات