عندما قرأت خبر رحيل المنشد الدينى الشيخ أحمد التونى.. عادت بى الذاكرة إلى عام 1983 تقريبا عندما تعاقد معه والدى المقدس «راغب» لإحياء ليلة فرح إبنيه « وحيد» يرحمه الله و«معتمد » بمبلغ 2500 جنيه، وسط انتقادات من بعض أقباط قريتنا « شطب» المعلقة فوق قمة جبل أثرى بأسيوط، وإستغراب من بعض مسلميها حول استعانة « قبطى» بشيخ مداح النبى، وكان عمرى وقتها 5 سنوات، ولم أكن مدرك وأنا فى هذا العمر أسباب إختيار منشد دينى صوفى.. ذاكرتى المشوشة لا تستجمع سوى لقطات حية قصيرة للشيخ التونى وهو يتحدث مع والدى على خشبة المسرح الذى أقيم بجوار بيتنا الفسيح وبعدها بلحظات بدء إنشاده بجملة « عيسى أخوك محمد» وسط تهليل الحضور من المعازيم اللذين جاؤوا للمباركة وسداد ما عليهم من « نقطة».. الصور المتقطعه تستحضرنى وأنا أجلس على كتف عمى « قديس » اشاهد حلقات «الذكر » حيث يتمايل الرجال يمينا ويسارا وبحركات دائرية متناغمة دون أن يصطدموا ببعضهم، وكان عمى يمسك بى حتى لا أسقط أو أهرب من الموعد المحدد لى سلفا والإحتفال بى أنا الأخر بعد فرح العروسان |
المقدس «راغب».. والشيخ «التونى»
مقالات -