أرجع عدد كبير من المبدعين والفنانين،سبب التراجع في تقديم الأعمال الفنية في السنوات الأخيرة، والتي تركز على قيمة الأسرة وخاصة دور الأم ومكانتها إلي العديد من الأسباب، لتنشر الأعمال الفنية التجارية التي تعتمد على الإبهار على حساب المحتوى.
وقال السيناريست الكبير مجدي صابر إن الدراما تعكس الأوضاع التي يمر بها المجتمع،وبالتالي فإن تراجع تقديم الأعمال التي تركز على الأسرة ودور الأم بصفة خاصة يرجع إلي سببين رئيسيين الأول يتمثل في تغير العلاقات داخل المجتمع والأسرة الواحدة في السنوات الأخيرة، فأصبحنا نجد التطاول داخل الأسرة إلي جانب انتشار حوادث القتل والسرقة داخلها، بعدما كانت تتميز الأسرة في الماضي بالترابط والعلاقات القائمة على الاحترام المتبادل.
وأود أن أشير إلى أن عدم استقرار كافة الأوضاع في المجتمع تسبب في ارتفاع معدلات الجريمة وتغير العلاقات داخل الأسر".
وأضاف صابر:"أما السبب الثاني فيتمثل في دخول صناع السينما في مجال الدراما التليفزيونية بأفكار مختلفة يطلق عليها الفكر التجاري،بعيدا عن خصوصية الدراما،التي تعتمد على المحتوى في المقام الأول،وبالتالي فإننا نستطيع القول أن الفن التربوي تراجع كثيرا،ولكنني أعتقد أن أمور الفن ستستقر جميعها حال استقرار جميع الأوضاع داخل المجتمع".
واتفق المخرج عمر عبد العزيز وكيل نقابة المهن السينمائية،في الرأي مع السيناريست مجدي صابر،مشيرا إلي تأثر الفن والسينما بما يحدث في المجتمع،وبالتالي فإن انضباط الفن كما كان الحال في الماضي مرهون بانضباط كافة الأمور في المجتمع"،وخاصة الاستقرار السياسي.
وشدد المخرج عمر عبد العزيز،على أهمية تركيز الأعمال الدرامية والسينمائية على نظرة التفاؤل والأمل،بعيدا عن الكآبة الكاملة التي تصيب أفراد المجتمع بالإحباط إلى جانب التركيز على النظرة المستقبلية لكافة الأمور والأوضاع في المجتمع بشكل مختلف وهو ما قدمه في عدد من أعماله من أبرزها أفلام "هنا القاهرة"، و"يارب ولد" و"دسوقي أفندي في المصيف" والذي جسدت خلاله الراحلة زوز نبيل دور الأم البسيطة بشكل رائع.
وترى الفنانة رانيا محمود ياسين إن الفن مازال في انحدار،حيث انخفضت الأعمال الفنية التي تحمل مضمونا وهدفا،فلم نعد نشاهد أعمال ذات قيمة تركز على الأسرة ومكانة الأم في المجتمع مثل التي تم تقديمها في الماضي.
وأرجعت السبب في تراجع تقديم تلك الأعمال إلي الاستهتار بالمحتوى،قائلة:"الدراما في السنوات الأخيرة تعاني غياب المحتوى برغم إدخال التقنيات السينمائية في صناعة الدراما التليفزيونية،حيث أصبح الاهتمام ينصب على الإبهار على حساب المحتوى،فعدد كبير من الأعمال الدرامية التي تم إنتاجها في السنوات الأخيرة أصبحنا لانرغب في إعادة مشاهدته مرة أخرى على الرغم من إدخال التقنيات السينما في صناعة الدراما على عكس مسلسلات تليفزيونية تم تنفيذها منذ سنوات إلا أنها رسخت في وجداننا".
وأضافت:"للأسف الأعمال الناجحة في السنوات الأخيرة التي ركزت على قيمة الأسرة ودور الأم قليلة ولا نتذكر منها سوى القليل أبرزها مسلسل "يتربى في عزو"،ومن ثم يجب أن يعيد صناع الدراما النظر إلي المحتوى من جديد،ولينظروا إلي الأعمال التليفزيونية التي رسخت في وجداننا رغم عدم استخدام التقنيات الحديثة في تصويرها مثل مسلسلات "ليالي الحلمية،اليقين،لن أعيش في جلباب أبي" و"أخو البنات".