جامعة القاهرة العريقة، لا تسمح بدخول الفتيات بملابس «غير لائقة» حسب وصف الدكتور «جابر نصار»، رئيس الجامعة.. لكنها تسمح بدخول المولوتوف والأسلحة البيضاء لنشهد على أرض الواقع مصادمات دامية وأحداث عنف وإرهاب داخل «الحرم الجامعى»!!.
الدكتور «ناصر» بادر بتبرير حالة التحرش الجنسى بفتاة جامعية، مثل أى رجل يدين المرأة ولا يدين المتحرش، وقال للإعلامية «شيرهان أبوالحسن»، فى مداخلة هاتفية له، مع برنامج «ست الحسن»، إن الطالبة دخلت الجامعة وهى ترتدى عباءة فوق ملابسها، لأن أمن الجامعة لا يسمح بدخول طالبات بـ«ملابس خارجة»، ثم خلعت العباءة داخل الكلية، وظهرت بلبسها «الخارج عن المألوف» ما أدى لواقعة التحرش، على حد قوله!!..
الدكتور الموقر حكم على البنت بالخلاعة، وكأنه يعرض «فيلم هندى»، جعل البنت وكأنها تحرض على الفجور.. منتهى العنصرية. أما الإعلامى «تامر أمين»، فحكم على البنت بأنها ترتدى «لبس رقاصات»، وقال: (اللبس مستفز ومثير ويفتن أكثر مما يستر، دا لبس شراشيح).. عادى، وهل ينتظر أحد من «تامر» أن يكون متحضراً ومستنيراً وينصف المرأة؟. حتى الراقصة يا إعلامى يا مهذب لا يجوز التحرش بها جنسياً، لا بالقول ولا باللمس، طالما أن شرطة الآداب وضعت شروطاً لبدلة الراقصة وطالما أن الدولة تتقاضى الضرائب عن مهنتها. المشكلة ليست فى لبس المرأة، المشكلة فى العقول التى يسيطر عليها «الهوس الجنسى»، فتعتبر أن «الكبت» يبرر هتك الأعراض والاغتصاب، وأنه تأشيرة لتجريد النساء من ملابسهن فى تظاهرة أو حتى داخل «الحرم الجامعى».
وإذا كان القانون عاجزاً عن توصيف جريمة التحرش بدقة، ما يجعل المتحرش يهرب من العقاب، فكيف نعاقب مسؤولا يبرر السعار الجنسى أو إعلاميا يحرض على التحرش؟.. وفقًا لدراسات الأمم المتحدة أقرت 99.3% من نساء مصر أنهن يتعرضن لتحرش جنسى، وقالت 91% منهن إنهن يشعرن بعدم الأمان فى الشارع نتيجة لذلك. لكن الأهم من ذلك هو التحرش المجتمعى بالمرأة، و«ثقافة العار» التى تلاحق المرأة فلا تبلغ حتى عن جريمة التحرش الجنسى!..
نحن أمام شباب يشعر بالاستلاب والضياع، فيندفع لمعاقبة المجتمع بأكمله، بتحطيم سلطة الدين والدولة والمجتمع.. والتى تظهر فى صورة التحرش بالنساء. لكن البعض لا يرى المشهد إلا بنصفه الأسفل، فيصدر أحكاما غير أخلاقية على النساء. الغريب أن هذا يحدث فى مجتمع يدعى «التدين»، وتعد جرائم «الشرف» فيه الأولى فى معدلات الجريمة!.. فإذا مرت واقعة التحرش بالطالبة دون عقاب رادع كسابقاتها، سيتحول التحرش الجماعى إلى ميليشيات مسلحة تقضى على ما تبقى من بلد الأمن والأمان!