أؤكد مبدئياً احترامى لكل من سيخالفوننى فى الرأى.. فلست أتصور نفسى الوحيد الذى يعرف ويفكر أو يمتلك النور ويحتكر الحقيقة.. وإنما مجرد جورنالجى من حقه طول الوقت أن يحاول ويجتهد ويطرح على الناس رأياً سيبقى على استعداد للدفاع عنه دون أى تجريح وإساءة لكل من لا يوافق ويقبل بهذا الرأى.. وبهذا المنطق أؤكد اعتراضى التام على عبارة تكررت أخيرا وبصوت عال وصارخ طيلة الأيام الأخيرة.. وهى العبارة التى تقال وتتكرر على ألسنة كثيرين جدا يؤكدون بها أنه لا سياسة داخل النادى الأهلى، وأنهم يرفضون أى محاولة لتسييس ناديهم.. وهى عبارة تعنى بوضوح أن الأهلى عاش مائة وسبع سنوات مجرد قلعة رياضية لا علاقة لها بالسياسة، ويجىء اليوم فقط من يحاول تسييس الأهلى، وبالتالى لابد أن يتصدى الجميع لذلك.. وكل ذلك مجرد صخب وانفعال وترديد متكرر لعبارة ليس لها وجود أو معنى أصلًا.. وأنا لا أعرف من الذى يحاول الآن تسييس الأهلى، لكننى أعرف أن الأهلى منذ تأسس وهو مغموس بالسياسة طول الوقت.. فالأهلى تأسس لأهداف سياسية.. والذى يرفض اليوم تسييس الأهلى عليه أن يتوقف فوراً عن الزهو والفخر بناد مصرى تأسس لمحاربة الإنجليز والدفاع عن مصرية الأرض واللعب أمام أندية الاحتلال والأجانب.. كما أن الأهلى كان طوال عمره نادياً سياسياً إلى جانب كونه تلك القلعة الرياضية التى احتاجتها وأحبتها مصر كلها.. ومنذ زمن الملك فؤاد والأهلى له أدواره ووظائفه السياسية.. ومنذ عزيز عزت باشا، أول رئيس مصرى للأهلى، ومعظم رؤساء الأهلى كانوا من رجال السياسة والحكم فى مصر.. وتحالف حزب الوفد مع الأهلى لمقاومة القصر فى زمن فاروق.. وحاول الإخوان بقيادة حسن البنا سرقة الأهلى من حزب الوفد للاستفادة من شعبيته.. وتصدى الملك فاروق لكل ذلك بأن أصبح رئيس ديوانه أحمد حسنين باشا رئيساً للأهلى..
وحين غضب الملك على أحمد عبود باشا كانت نصيحة الجميع له أن يصبح رئيساً للأهلى حتى لا يستطيع ملك مصر الاقتراب منه.. وأصبح جمال عبدالناصر رئيسا شرفيا للأهلى وقرر استخدام شعبيته لتسليح الجيش المصرى.. وفتحت جيهان السادات بيت الرئاسة لفريق الكرة بالأهلى عقب كل مباراة.. وحين أقال مبارك المشير أبوغزالة حاول المشير الراحل رئاسة النادى الأهلى لرد الاعتبار.. وبأبسط معادلات الفكر وحسابات المنطق.. فلا يمكن لناد ينتمى إليه ويعشقه ملايين المصريين أن يبقى بعيدا عن السياسة.. ويكفى تأمل تدخل الببلاوى، رئيس الحكومة السابق، لإيقاف قرار طاهر أبوزيد بحل مجلس إدارة الأهلى، لأن ظروف البلد وقتها لم تكن لتحتمل غضب عشاق الأهلى.. ثم إن رفض السياسة يعنى ألا يؤكد أحد بعد اليوم أن الأهلى يلعب وينتصر باسم مصر كلها.. كما أن كل قضايا وملفات ألتراس الأهلى لا يمكن فيها التفريق بين السياسة والرياضة.. ولم يكن هناك عاشق واحد للأهلى تعامل مع مأساة بورسعيد باعتبارها أزمة كروية فقط وليست سياسية أيضا.. ومئات الحكايا والوقائع التى تؤكد زيف الادعاء بأن الأهلى عاش وسيبقى بعيدا عن السياسة.