الحفل الذى أقيم يوم الخميس الماضى كان احتفالاً رائعاً بنجوم السينما فى مصر، ولا أدرى لماذا أطلق عليه عيد الفن، ولماذا أقيم فى ذكرى ميلاد عبدالوهاب؟
كان الممثل على المسرح قبل السينما لا يبقى من عمله غير صور فوتوغرافية، وقبل الفوتوغرافيا لا يبقى منه غير كلمات انتقاد. ولكن مع السينما أصبح فن التمثيل باقياً مثل الفنون الأخرى، وكانت بعض الأفلام الأولى الصامتة تصويراً لمشاهد مسرحية لبعض نجوم التمثيل مثل سارة برنار.
وأن يصل الممثل إلى مرتبة النجم مثل الكشف عن الذهب وسط الصخور والتراب، فهناك آلاف من الممثلين الممتازين، ولكن النجوم بالعشرات. وهناك ممثل من غير النجوم قد يفوق فى أدائه هذا النجم أو ذاك، والحديث عن النساء والرجال معاً، لكن النجومية ليست فقط جودة الأداء. ومن الأخطاء الشائعة القول بإمكانية «صناعة» نجم، أى وضع «خطة» تستهدف تحويل ممثل إلى نجم، ولكن النجم لا يصنع، وإنما «يوجد» بتضافر عوامل متعددة، وعندما يوجد فهو كنز حقيقى فى أى بلد، وانظر إلى نجوم هوليوود ومدى تأثيرهم فى أمريكا والعالم، وانظر إلى نجوم القاهرة ومدى تأثيرهم فى مصر والعالم العربى.
ولكن اعتبار نجوم السينما وحدهم هم الذين يعبرون عن الفن يروج لمفاهيم غير صحيحة. فهناك أيضاً فنون أخرى غير التمثيل، هى فنون الموسيقى والمسرح والسينما والتشكيل وفنون الأدب كالشعر والقصة والرواية، ومن المستحيل عملياً توسيم أو تكريم كل الفنانين فى يوم واحد نطلق عليه عيد الفن، بل يؤدى ذلك إلى غضب البعض بالضرورة عندما لا يكرمون أو لا يحصلون على الأوسمة.. والصحيح أن يكون هناك يوم للموسيقى مثل يوم افتتاح الأوبرا عام 1869، ويوم للسينما مثل يوم عرض أول فيلم مصرى عام 1907، ويوم للفنون التشكيلية مثل يوم افتتاح كلية الفنون فى القاهرة عام 1908، ويوم للمسرح مثل يوم افتتاح فرقة رمسيس عام 1923، ويوم للأدب مثل يوم فوز محفوظ بجائزة نوبل عام 1988.
ولا لوم على رئاسة الجمهورية بالطبع، وإنما كل الشكر والامتنان لرئيس الجمهورية القاضى المثقف النبيل عدلى منصور. لقد أراد الرئيس السادات أن يكرم نجوم السينما فى حفل أقيم مرة أو مرتين أطلق عليه مستشاره رشاد رشدى عيد الفن، ثم اغتيل السادات. وبعد 33 سنة جاء من يقول، وبحسن نية بالطبع، هيا نعيد عيد الفن بعد توقف 33 سنة، وكأن الدولة فى مصر لم تكرم نجوم السينما وغيرهم من نجوم الفنون قبل هذا العيد وبعده وطوال 33 سنة، وهو أمر غير صحيح. مبروك الوسام لفاتن حمامة وماجدة وشادية وسميحة أيوب، وتحية حارة إلى مديحة يسرى ومريم فخر الدين وكل كنوز مصر من النجوم.