لم يلتفت كثيرون إلى هذا السيناريو الأسوأ، الذى قد يتحقق اليوم أو غدا أو بعد غد، إذا قرر الفيفا تجميد نشاط الكرة المصرية اعتراضا على إقامة انتخابات فى بعض أنديتنا.. فقد انشغل الجميع بتلك الانتخابات وعاشوا أجواءها الساخنة والمثيرة.. بينما كان هناك فى المقابل من لم يفقدوا الأمل بعد ولايزالون يحاولون سرا ويجتهدون لإلغاء الانتخابات كلها ليبقى الحال على ما هو عليه لأطول فترة متاحة وممكنة.. وتواصلت جهود هؤلاء، منذ أمس الأول، داخل أروقة الفيفا فى زيورخ على أمل إجبار وزير الرياضة المصرى على إلغاء الانتخابات.. ولا أعرف هل سينجح هؤلاء وإلى ماذا يستندون فى محاولاتهم الأخيرة لتعطيل الكرة المصرية أو الحياة المصرية كلها فقط من أجل ألا تتغير وجوه أو أدوار أو حتى أفكار..
وعلى الرغم من ذلك.. لست أشكو من هؤلاء أو حتى أعاتبهم، بل وأرفض حتى تلك الاتهامات الزائفة والمضللة التى راجت مؤخرا رياضيا وسياسيا بزعم الاستقواء بالخارج.. ففى ظل أوضاع وأحوال سليمة ومستقرة قانونيا وإداريا ليس هنا شىء اسمه استقواء بداخل أو خارج.. وأنا واثق أن المؤسسة الرياضية المصرية الآن تمارس سلطاتها الطبيعية والضرورية ولا تخالف أى قانون دولى أو ميثاق أوليمبى وفى ظل اتفاق لوزان مع اللجنة الأوليمبية الدولية وبموافقتها واعتمادها.. ولهذا أرفض بالتأكيد أن يقوم أى أحد، بداية من الوزير إلى أصغر مرشح فى انتخابات أى ناد، بالتوسل إليهم ليتنازلوا ويقبلوا العفو عن مصر، فلا يلحق بها عقابهم القاسى والجارح.. وإنما أريدهم أن يكملوا مشوارهم حتى آخره.. ولكننى أظن أنه يليق بهم أكثر أن يكونوا رجالا ويقوموا بكل محاولاتهم فى النور وليس وراء الأبواب المغلقة.. على الأقل لنصفق لهم إن انتصروا علينا، أو نلعنهم حين يفشلون ويبتعدون يحملون خيبتهم وعارهم فوق رؤوسهم..
وعلى الرغم من أننى لا أتوقع هذا السيناريو الأسوأ إلا أنه قطعا يبقى احتمالا قائما.. فالذى لا يحب أو يجيد اللعب إلا فى الظلام يسهل عليه تزييف الوقائع والحقائق.. وهؤلاء لا يطرحون قضاياهم بوضوح أمام مسؤولى الفيفا الكبار، إنما تنجح أساليبهم مع الموظفين الصغار داخل لجان الفيفا وكتبة الخطابات غير الصحيحة.. ولست أطالب وزير الرياضة بممارسة نفس هذا النهج.. لا يصح أو يليق.. إنما كنت أتمنى فقط أن تكون مصر حاضرة هناك فى زيورخ.. ولا أظن أن الوزارة كلها انتبهت حتى الآن إلى أن مجلس ممدوح عباس فى الزمالك، الذى يعتمد عليه خفافيش الظلام لإلغاء انتخابات الأندية المصرية كلها، هو نفسه المجلس الذى بدأ الفيفا يطلب التحقيق معه وسيعاقبه مع إدارات أندية الزوراء والميناء فى العراق، والعهد اللبنانى والزمالك المصرى.. فهذه الأندية الأربعة شاركت فى افتتاح المدينة الرياضية بالبصرة نوفمبر الماضى.. تحت إدارة ممدوح عباس.. وخالفت قرار الفيفا النهائى بعدم إقامة أى مباريات رسمية أو ودية على أرض العراق، وفتح الفيفا مؤخرا تحقيقا موسعا بشأن ذلك.. وقضايا ومخالفات أخرى كانت ستعنى الكثير فقط لو أن مصر لها من يمثلها فى الفيفا.