حضر المشير عبدالفتاح السيسى، وعدد من قيادات الجيش، صلاة الجمعة والتى نقلها التليفزيون المصرى من مسجد القرية الأوليمبية بالدفاع الجوى.
حرمًا سيادة المشير، محمود نقل صلاة الجمعة تليفزيونيا على الهواء مباشرة فى «يوم الشهيد»، تقليد سنوى، ولكن ليس محمودا على الإطلاق استخدام هذا النقل سياسيا لإضفاء ورع على المشير وصحبه، التقوى السياسية مذمومة، الصلاة لله، صلة بين العبد وربه، ليست بين المشير والجماهير، تركيز الكاميرات «زوووم» على سيادته، وهو ينصت إلى خطبة يفسد الصلاة، 18 مرة على الأقل، المشير على الشاشة منصتا إلى الدكتور على جمعة متحدثا عن الشهيد، حديث الشهادة يثير شجون المقاتلين.
وضع صلاة المشير هكذا تحت عدسات الكاميرات ليس من الذكاء السياسى فى شىء، فلنترك العبد (المشير) لربه، يتقبل الله، اتركوه يركع، يطيل السجود، يسبح، يحمد، ليس هكذا تورد الإبل، النقل التليفزيونى لصلاة المشير تزيّد فى محل عبادة، لن يرسخ النقل التليفزيونى المشير ورعا فى قلوب المصريين، الإخوان أول من شهد للرجل بالصلاح، قالوا عنه بكّاء حين يسمع القرآن، محافظ على الصلاة والصلاة الوسطى، يصوم اثنين وخميس، هم قالوا عنه، وذاع عنه، أبدا لم يصرح به المتحدث العسكرى، ولا كتبه على صفحته على الفيس، ولا صدر بصلاة المشير بيان من القيادة العامة للقوات المسلحة.
شبعنا من حكاية الرئيس المؤمن، والرئيس الملتحى، والرئيس المصلى، كلها بين العبد وربه، أما ما بين الرئيس والناس فدستور يحدد الواجبات والحقوق، وصلاة الرئيس ليست واردة فى باب نظام الحكم، السادات كان مؤمنا والزبيبة تنير جبهته وكفّروه وقتلوه ظلما وعدوانا، ومرسى أتعب المصورين فى ملاحقته من مسجد إلى مسجد، وكانت تروى عنه فى صلاة الجمعة نوادر تهلك من الضحك، مرة خرج بالشراب من المسجد خشية هجوم المصلين عليه، لايزال يبحث عن حذائه الضائع، يبحث عن ذاته.
النقل التليفزيونى لن يزيد المشير حسنات ولن يرفعه درجات، المشير لا يطمح إلى لقب المشير المؤمن، ولا أن يقال فى وصفه، أول مشير يصلى الجمعة على الهواء مباشرة، ولا أعتقد أن النقل التليفزيونى سيرد عنه تخرصات الإخوان القذرة بالطعن فى دينه وإسلامه.. سبحانه تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
لابد من الإقلاع كلية عن هذا النقل المباشر لصلوات المسؤولين، نقل يتبعه أذى، نقل لا يتقى الله لا فى المشير ولا فى المصلين، التليفزيون يفسد على الناس صلاتهم، هنصلى ولا هنتفرج، المشير لا يحتاج إلى صورة فى مسجد قائما يصلى، فلا تفسدوا على الرجل صلاته، جمعًا إن شاء الله.