مسألتان اهتم بهما الإعلامى الكبير إبراهيم حجازى.. الأولى تتعلق بالتغطية الإعلامية لمقتل جنود الجيش والشرطة.. الثانية مستقبل شباب الثورة، وما يقال عن عودة رموز النظام القديم.. شرفنى باستضافتى فى منبره الوطنى المحترم «فى دائرة الضوء».. كانت نبرته غاضبة ثائرة.. لم يخفف منها قرب النهاية غير خبر فوز الأهلى بلقب نادى البطولات.. عندئذ عادت الابتسامة تملأ الشاشة!
لم يشأ الكاتب الكبير أن «يزيط مع الزيطة»، عندما اختار أن يطل على جمهوره.. اختار الطريق الأصعب.. مع أن ذلك قد يؤثر على قلبه المنهك.. لا يتحمل «حجازى» خبر ذبح الجنود.. يتألم بشدة.. لدرجة أنك تخشى عليه.. كان من الأسهل أن يناقش برنامجه أزمة صافيناز.. كيف تم حبسها فى عقد تجارى مدنى؟.. ما علاقة شاهيناز النجار بالراقصة الأرمينية؟.. هل يعنى ذلك عودة دولة أحمد عز؟!
كان من الممكن أن يهتم بفوز فيفى عبده بلقب الأم المثالية.. كان من الممكن أن يناقش مشوارها الفنى.. كل ذلك كان ممكناً.. لم يفعل.. اختار أن يسير فى حقل الألغام.. اختار أن يستقبل مكالمات جمهوره، ثم يحتفظ بأرقامهم ويتواصل مع المسؤولين لحل مشكلاتهم.. اختار أن يحمل لواء التنوير فى مواجهة جماعات الظلام.. اختار أن يدخل عش الدبابير، وأن يواصل فضح الجماعات الإرهابية!
حين أذن المؤذن لصلاة العشاء، قام إبراهيم حجازى بالصلاة فى الفاصل.. استغربت.. هل مازلت تصلى؟.. ألم يذهب الإسلام مع الإخوان؟.. ألست واحداً من الكفار والعلمانيين؟.. ابتسم الرجل دون أن يجعلها مادة للكلام.. شخصياً، لم أعبر فوق هذه النقطة.. مازال الإسلام بخير، ومازالت المساجد تمتلئ بالمصلين.. لا كانوا هم بتوع ربنا، ولا كنا من الكفار.. هم تجار دين يضحكون فقط على الغلابة!
يخطئ من يتصور أن الإخوان يحاربون الجيش والشرطة فقط.. هذه جريمة كبرى.. إنهم يستهدفونك أنت.. يستهدفون وطنك.. يستهدفون إسقاط الدولة.. وهنا ينبغى عليك أن تقوم بواجبك.. أن تمارس دورك فى حماية الجبهة الداخلية.. ينبغى أن تعرف أنك فى حالة حرب.. هذه هى رسائل إبراهيم حجازى.. يرى أن الإعلام عليه دور ينبغى أن يقوم به فى زمن الحرب.. لا يهتم بصافيناز، ولا فيفى عبده!
انتهزت فرصة أننى فى ضيافة وطنى كبير.. ناشدت الإعلام أن يعطى مساحة للبرامج الجماهيرية.. طالبته بالنزول للريف.. أن يحمل الكاميرات للدواوير والمضايف والأندية.. لا أتحدث فقط عن تعبئة الإعلام فى زمن الحرب.. لكنى أردت أن تتاح فرصة للتنوير على الطبيعة.. أردت أن يكون لشباب الثورة دور فى الاحتكاك بالجماهير.. حذرت أن يخرج من مولد الانتخابات البرلمانية بلا حمص!
المساحة تضيق عن رسائل إبراهيم حجازى.. إعلامى وطنى يحدثك من قلبه.. تصدقه.. تحترم غضبه.. تتألم معه من مشاهد الإرهاب الأسود.. «يبهت عليك» عندما يستضيفك.. يريد شباباً ثورياً من قلب مصر، لا مناضلين على شاشات الفضائيات.. لا يتسامح مع من يخشى عودة النظام القديم، بينما لم يقدموا النظام الجديد!