تحل اليوم، الاثنين 17 مارس، ذكرى ميلاد الموسيقار الكبير سيد درويش، رائد النهضة الموسيقية الحديثة في مصر وأحد أبرز الموسيقيين في العالم.
ولد سيد درويش في السابع عشر من مارس عام 1892 والتحق بالمعهد الديني عام 1905 ليبدأ بعدها طريقة في عالم الموسيقى والغناء.
تزوج الشيخ سيد درويش وهو في السادسة عشرة من العمر، وصار مسئولا عن عائلة، فاشتغل مع الفرق الموسيقية، لكنه لم يوفق، فاضطر أن يشتغل عامل بناء، وكان خلال العمل يرفع صوته بالغناء، مثيرا إعجاب العمال وأصحاب العمل.
وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله، وهما من أشهر المشتغلين بالفن، في مقهى قريب من الموقع الذي كان يعمل به الشيخ سيد درويش، فاسترعى انتباههما ما في صوت هذا العامل من قدرة وجمال، واتفقا معه على أن يرافقهما في رحلة فنية إلى الشام.
وهناك تعلم درويش أصول المقامات والعزف على العود ليعود بعدها إلى مصر كي يحترف الغناء والتلحين ولحن عام 1917 أول مؤلفاته الموسيقية "يافؤادي ليه بتعشق" وتفجرت موهبته وذاع صيته بين أصحاب الصالات والعروض المسرحية فلحن جميع مسرحيات نجيب الريحاني وجورج أبيض وأغلب العروض التي كانت تقدمها مسارح شارع عماد الدين.
ونجح سيد درويش في إدخال الموسيقى إلى الأوبريتات المصرية لأول مرة بأوبريت "شهر زاد" الذي اعتبره المثقفون والموسيقيون وقتها ثورة موسيقية غيرت خارطة الأغنية العربية.
بلغ إنتاجه في حياته القصيرة من القوالب المختلفة العشرات من الأدوار وأربعين موشحا ومائة طقطوقة و30 رواية مسرحية وأوبريت.
وفي الفترة التي عمل فيها الشيخ سيد درويش على المسارح الرخيصة، عرف أمرين لم يكن له بهما سابق معرفة، النساء وصياغة الألحان، فالتعارف الأول طبيعي وأما التعارف الثاني فكان بحكم الموهبة المتأصلة في نفسه وروحه، وكلاهما فطري بالنسبة لهذا الفنان الكبير كما أن ألمه الكمين في نفسه كان السبب في أن يخرج إلى الوجود بلغته الفلسفية النغمية فيسحر بجمالها الألباب ويرقص النفوس أنه ما كان يلحن أغنية حتى يرددها أفراد الشعب والعوالم اللواتي يقمن الأفراح والمسارح الغنائية وموسيقات الجيش والموسيقات الأهلية السر في انتشار الشيخ سيد بين أفراد الشعب هو أن لكل لحن قصة ومناسبة ولكل مناسبة أثرها العميق في نفس الشيخ سيد درويش المرهفة الحساسة، فأول أغنية لحنها كانت "زوروني كل سنة مرة" وكانت مناسبة تأليفها أن امرأة يحبها قالت له هذه العبارة "ابقى زورنا يا شيخ سيد ولو كل سنة مرة".
ورغم نجاحاته الكبيرة، إلا أن الاكتئاب أصابه في أيامه الأخيرة رغم صغر سنه ودخل في نوبات المرض إلى أن وافته المنية عام 1923.