تُرى ما مفهوم النجاح والفشل عند التنظيمات المتأسلمة الإرهابية وكل مَن يُؤيِّدها؟! سؤال أسأله لنفسى كلما سمعت أو قرأت عن حادثة إرهابية غادرة من نظام «اضرب واهرب» الذى تتميّز به الفئران والحيوانات الدنيا، والذى لم ينجح فى إعادة شبر من فلسطين إلى الفلسطينيين طوال الفترة الماضية، مِن مولد منظمة فتح حتى الجلوس على مائدة التفاوض فى أوسلو، وتوقيع أوّل وثيقة للاستسلام المهين، بعد أن أسفر أسلوب الفئران التى تتباهى بكونها أسودا إلا عن النبذ العالمى، والتعامل باعتبار الفدائيين تنظيما إرهابيا همجيا! هل هذا يعدّ نجاحا أم فشلا؟! وهل نجحت سنوات من هذا الأسلوب فى دفع إسرائيل إلى الخروج من فلسطين، أو حتى أوقف تطوّرها واستقرارها؟! وكيف تصف مَن يُكرّر خطة فاشلة فى إصرار وتكرار، متصوّرا أن الخطة بحذافيرها ستنجح فى ما فشلت فيه دوما؟! أهو قائد عظيم أم أحمق متغطرس عنيد؟! الذين يوحى لهم هذيانهم بأن ضربة غادرة هنا أو هناك يمكن أن تهزم شعبا وجيشا وشرطة، يحتاجون إلى علاج نفسى اجتماعى، قبل أن يدفعوا المئات من خيرة الشباب إلى السقوط فى آتون الخسارة والضياع والخزى والعار، وفكرة إسالة الدماء لن تقهر شعبا أو تخضع أمة، فالشهداء العظام الذين قتلوهم غدرا منذ استعاد الشعب المصرى وطنه وحتى لحظة كتابة هذه السطور، أقلّ من عدد مَن ماتوا فى سبيل الله فى الدقائق العشر الأولى من حرب أكتوبر العظيمة، حتى الحرب العالمية الثانية -أبشع حروب التاريخ- بلغ عدد ضحاياها بكل ما فيها -طوال ما يقرب من ست سنوات- بما فيهم ضحايا قنبلتَى هيروشيما وناجازاكى أربعين مليونا من البشر، فى كل الجبهات، أى أقل من نصف الشعب المصرى الذى كلما قتلتم منه فقدتم تعاطفه وربحتم كراهيته ورغبته فى الخلاص منه، بل وكلما زاد عنفكم وتضاعفت شراستكم ووحشيتكم ازداد الشعب ارتباطا بحماته.. بالجيش والشرطة اللذين ترونهما أعدى أعدائكم.. أَنَجَاحٌ هذا لكم أم فشل؟! أم إن الأمر لديكم قد صار غلا، تنفثونه كالسم فى عقول شباب برىء، لا يُدرك أنكم تضحّون به من أجل إذكاء نار الشيطان فى أعماقكم؟!! شباب غسلتم عقله بنار الغل والحقد والغضب، فصار يرتكب كل موبقات الدنيا، وكل ما يسعد الشيطان ويرضيه، متصوّرا، بسمومكم، أنه يُنفّذ تعاليم الشيطان لينال رضا الله عز وجل. شباب فَقَد بصيرته ولم يعد يسأل نفسه، لو أن هذه تعاليم دين الله الرحمن الرحيم، فكيف تكون تعاليم الشيطان؟! لم يسأل نفسه إن كان هذا هو الدين، فلماذا لم يكن المسلمون الأوائل قساةً غلاظَ القلوب، وحشيى النزعة، وقد كانوا يُواجهون كفارا وثنيين يعبدون الأصنام ويرفضون وجود الخالق المعز المذل؟! وهل الرسالة التى يريدون توصيلها هى أن الإسلام دين العنف والهمجية والوحشية وسفك الدماء؟! أهذا نجاح أم فشل؟! الأحمق يراه نجاحا والعاقل يراه فشلا.. والأحمق فقط مَن يتصوّر أنه يمكن أو يستطيع أن ينبت النجاح من بذرة الفشل أو أن يدعو إلى دين الواحد الأحد، بمخالفة كل ما دعا إليه الواحد الأحد، والأكثر حماقة منه هو مَن يتصوّر أنه على حق «حتما»، دون احتمال ولو ضئيل للخطأ، لأنه بهذا يكون قد بلغ قمة الخطأ، والحماقة والفشل، و.... للحديث بقية.
الفشل «1»
مقالات -
نشر:
15/3/2014 2:26 ص
–
تحديث
15/3/2014 2:26 ص