قبل أن أحدثك يا حمادة عن عبسميع اللميع، سأحدثك أولا عن إحدى عجائب عالم الحيوان.. أتعلم يا حمادة ما هى مشكلة الحمار؟.. إن محدش بيقوله إنه حمار!!.. لذلك عندما ربنا يكرمه ويضعه فى موضع مسؤولية ما، تجده لا يقرأ القانون ولا اللوائح، وبالتالى تجده لا يعلم حدوده، فيظن نفسه أسد!.. وإذا به عن جهل يمشى يلطَش ذات اليمين وذات الشمال ويتهم العالمين بالجهل، وينطلق مثل إخوان الشياطين يرَفص وينهق!.. ولأنه بحكم الحمورية لا يقرأ اللوائح فتجده لا يقوم بالمهام التى تعتبر من صميم وظيفته، بل وتجده يخالف أخلاقيات مهنته ويحرض على تعطيل العمل فيضر بآخرين.. ولأن غذاءه المفضل هو التبن فتجده لا يفهم فى القانون، فيجهل أنه لا يوجد على وجه الأرض أى قانون يسمح له أن يحيل للتأديب من يختلف معه فى الرأى، أو من يرفض مشاركته فى تعطيل العمل والإضرار بالآخرين..فماذا نفعل مع هذا الحمار يا حمادة؟.. أمامنا حل من اثنين.. إما أن نقاضيه فى مجلس الدولة لمخالفته أخلاقيات المهنة وتعطيل العمل ونثبت ما ترتب عليهما من إضرار عمدى بالآخرين، وقد أفادنى كبار المحامين بأنه سيحكم بعزله من أول جلسة.. والحل الثانى هو إننا نكسب فيه ثواب ونخبره بالحقيقة التى لم يقلها له أحد من قبل فنقوله: على فكرة، إنت حمار!
- أما بعد، هل تذكر يا حمادة عبده مشتاق بتاع زمان؟.. الله يرحمه كان منعنش ومنتعش أيام حسنى مبارك خصوصا فى العشر سنوات الوسطى من حكم مبارك عندما كان الوزير وزيرا.. ما لا تعلمه يا حمادة أن عبده مشتاق هذا تزوج وأنجب عبسميع اللميع.. تماما مثل حميدة اللى خلفت ولد وسمته عبدالصمد.. وعبسميع اللميع يا حمادة لا يصبو الآن للوزارة فهو يعلم أنها رخصت قوى اليومين دول، لكنه يلهث لهاثا حقيقيا خلف الاشتراك فى الحملة الرسمية للمشير السيسى!!.. انظر حولك كده يا حمادة لو مش مصدقنى.. ستجد فلان يطلق على نفسه إشاعة إنه فى الحملة، وعلان يكثف ظهوره فى الفضائيات مثل فوار الحموضة الذى تشربه سعادتك بعد كل وجبة، أما ترتان، فتجده ينط فى وشك كل شوية مثل فرقعلوز كلما فتحت جريدة فتجد حوارا معه محتلا صفحة كاملة أو أكثر بصفته المحلل صاحب أكبر معمل طرشى!.. وكل هذا التلميع يا حمادة ليصبحوا «تحت النظر»!... لذلك يراودنى سؤال هام: لو انت يا سى عبسميع بالفعل قلقان على البلد، وبالتالى مقتنع بمبدأ أن المشير السيسى هو رجل المرحلة، فهل لازم تكون فى الحملة الرسمية حتى تدلى بأفكارك لهم وتساعد الحملة؟!.. هتفرق معاك قوى إنك تعلق على ظهرك يافطة «عضو بالحملة الرسمية للمشير»؟..هل الموضوع هو الحرص على صالح الوطن أم السعى للاستفادة والمنفعة؟.. المضحك المؤلم يا حمادة أن هناك نوعين من عبسميع..عبسميع عبيط يريد أن يشارك فى الحملة ليتنطط على معارفه وزملائه بأنه عضو فى الحملة، وعبسميع كهين يعتبر أن دخول الحملة ما هو إلا الطريق الوردى للوصول إلى مقعد الوزارة.. وخلى بالك يا حمادة، هناك كثيرون يتصورون أنه بعد الانتخابات الرئاسية القادمة سيصبح منصب الوزير أكثر ثبوتا وأطول عمرا.. وأتعجب كثيرا من تفكيرهم هذا، ففى ظل وجود السيسى رئيسا لا يجب أن يأمن أى وزير على كرسيه ما لم ينصهر فى العمل.. وكل هؤلاء اللماميع لا بتوع شغل ولا يحزنون!..فإذا كان عبسميع يحلم بفخفخة منصب الوزير التى كان يراها أيام وزراء مبارك حيث المرسيدس والبى إم، فآدى ذقنى أهيه إن ما كان وزراء السيسى هيركبوا بيسكلتة!.