البشر اهتمامات. الناس يهتمون بالاحتياجات والمتع والهوايات. لكل فرد أولويات. إذا تحقق الإشباع من أولوية انتقل إلى التالية. ثم إلى ما بعدها. إذا لم يجد أمامه اختيارات يعطى اهتمامه للمتاح. المجتمعات المتقدمة تتاح الفرص فيها أمام الفرد. إذا قلت الخيارات اقترب المجتمع من التخلف أكثر. من مصلحة أى سلطة أن يجد كل فرد أموراً مختلفة يقوم بها. الاختيارات المحدودة تولد الضغط والانفجار.
يبحث الفرد عن الاحتياجات أولاً. مأكل ومشرب وتعليم وصحة وانتقالات. أسس الحياة. إذا تحققت يبدأ فى النظر من حوله. يريد أن يستمتع بحياته. مباراة كرة. فيلم. رحلة. إجازة. حفلة. برنامج. صداقة. إذا شبع ينتقل إلى الرغبة التالية. إذا لم يشبع تحول إلى كتلة غضب.
السلطة أنواع. سُلطة تجبر الفرد على أن يظل أسير احتياجاته الأساسية حتى لا يطلب المزيد، تجوعه، تركعه، تقهره. أحيانا تفعل ذلك بطغيان سافر. أحيانا تفعل ذلك وهى تقنعه بأن الجوع مصلحة وطنية. كوريا الشمالية من هذا النوع الأخير. سُلطة أخرى تلبى احتياجاته. مستعدة دائما للتالى. تقبل التطور فى التعامل مع الفرد. غالباً هذا يحدث فى الديمقراطيات الناضجة. الشعب فيها مصدر السلطة. فيما بين هذه وتلك سُلطة لا يمكنها أن تجوع الشعب ولا يمكنها أن ترضيه بالكامل. هذه مجتمعات قيد التطور. سلطاتها غير ناضجة. أفرادها أيضا ليس لهم الدور الكامل فى ميلاد السلطة.
يقول الدستوريون إن الشعب مصدر السلطات. السُلطة الطاغية تعتقد أنها مصدر كل شىء. السلطة غير الناضجة متأرجحة. تضع فى اعتبارها الشعب. لديها فى الوقت نفسه ميول لكى تتجاهله. تعانى ابتساراً. تعانى عجزاً. يضع الشعب على كاهلها كل شىء. لم يدرك بعد أن عليه ما عليه وعليها ما عليها. كون الشعب مصدر السلطة لا يخلى مسؤوليته. السلطة تدير الموارد. السلطة لا تنشئ الموارد. الشعب صاحب الموارد. يكون ناضجاً إذا أدرك حدود إمكانياته. لو أراد أكثر منها فعليه أن يعمل. السلطة التى لا تقول للشعب ذلك تكون لديها مشكلة شرعية. تخدره لكى لا يحاسبها.
تخدير الشعوب حلول نفعت. كانت دائماً مؤقتة. مهما طال الوقت. فى لحظة ما ستنهار كوريا الشمالية. لن يجوع الشعب للأبد. سوف ترفع الصين يدها فى لحظة. ينهار الحاكم المجنون. ستنهار إيران فى لحظة. كادت تنهار فى 2009. انهار هتلر. انهار صدام. انهار الاتحاد السوفيتى. لا يمكن فى عالم اليوم أن تجوع الشعوب للأبد. الضباع الجائعة من خارج الدول تتدخل لكى تلتهم الشعوب الضعيفة. لا يمكن للشعوب أن تكتفى فى عالم اليوم بالإطعام وحده. الناس ترى وتتعلم. تطلب. إذا لم تنضج السلطة تنهار. إذا لم تلب احتياجات الشعب يأكلها الشعب. إذا لم يلتهمها الشعب التهمت قوى خارجية البلد كله بسلطته وشعبه!!
