سنة مرت على انتخاب البابا فرنسيس على رأس ، أعطى خلالها الحبر الأعظم روحاً جديدة للكنيسة دون أن يحدث ثورة في العقيدة قلب رأسا على عقب الكثير من العادات والتقاليد، ما اثار قلقا في دوائر الفاتيكان المعروفة عادة بتشددها. وسرعان ما استقطب البابا المؤمنين، حتى خارج ساحة القديس بطرس. فبساطته، وتجرده ورغبته في أن تتسم الكنيسة بمزيد من الفقر، وتصرفاته المألوفة والودودة مع الناس العاديين، حملت كثيرا على القول ان الكنيسة تقوم بعملية تغيير. لأنه في المقام الأول، أول بابا من النصف الجنوبي للكرة الأرضية ولا يعتبر أوربيا، حتى لو كان أرجنتينيا من أصول إيطالية.
"أعتقد أن هناك قضيتين ربما على البابا معالجتهما: الأولى تتمثل في الإعتداء الجنسي على الأطفال من قبل الكهنة. والبابا أبدى هدوءا حول هذا الموضوع وأعتقد أنّ الناس ينتظرون الأجوبة. والقضية الثانية تتمثل في قضية النساء، لأنه لطالما تحدث عن النساء وإضطلاعهن بأدوار … صنع القرار على مستوى الكنيسة ولحد الآن لم يتمّ تعيين سيدة في منصب هام في الفاتيكان"، قال روبرت ميكينز الخبير في شؤون الفاتيكان.
وتسجل شعبية البابا فرنسيس على وسائل التواصل الاجتماعي إزديادا كبيرا. وخلال عظات يومية يستخدم البابا كلمات تخترق القلب والعقل, ويشدد على الرحمة ويدعو الى تجنب الاحكام المسبقة والإدانات والخطب اللاهوتية الجميلة البعيدة عن أرض الواقع.
ورغم الإحترام الكبير المتبادل والتوافق التام القائم مع بنديكتوس السادس عشر البابا الألماني الذي اعتزل العالم في دير قديم على تلال الفاتيكان، يتناقض اسلوب البابا فرنسيس تناقضا تاما مع أسلوب البابا المستقيل. فصورته التي تضج بالحياة، الوقورة حينا والضاحكة أحيانا، تفرض نفسها في أكشاك بيع التذكارات.
إلاّ أنّ أسلوب البابا فرنسيس وبعض الإستعجال في العمل اليومي تسببا له بعداوات في عالم الفاتيكان الصغير الصامت، فالبعض يرى أنه ينزع صفة القداسة عن منصب البابا وانه بات قريبا جدا من الناس ومن السهل الوصول إليه والإجتماع به.
للتذكير انتخب كردالة المجمع الانتخابي البابا فرنسيس للقيام بمهمتين، الأولى إصلاح الكنيسة وإدارتها المركزية والثانية إحياء المهمات الرسولية، فيما تشهد المسيحية تراجعا كثيفا في الدول الغربية.