تعود مصر غدا الخميس للاحتفال بعيد الفن بعد توقفه لمدة ثلاثة وثلاثين عاما منذ أن قرر الرئيس الأسبق حسني مبارك ايقاف الاحتفال به .
لعيد الفن المصري قصة طويلة بدأت في عهد الزعيم الراحل انور السادات الذي كان أول من قرر تنظيم يوما سنويا للاحتفال بالفنانين والفن المصري تحت مسمى عيد الفن وذلك عام 1976 .
كان السادات مقتنعا بقيمة الفن واهميته في اثراء حياة الشعوب الفكرية والثقافية خاصة وانه في مرحلة شبابة كان يحلم بأن يصبح ممثلا وبالفعل تقدم للمنتجة اسيا داغر التي لم تقتنع بامكانياته الفنية .
تلك المفارقة لم تدفع الرئيس السادات لكراهية الفن بل للايمان باهميته فأنشاء عيد الفن والقى خلال نسخته الاولى كلمة مؤثرة امام مثقفي وفناني مصر قال فيها : يسعدنى كل السعادة أن ألتقى اليوم بكل فنانى وفنانات مصر وكتابها ومفكريها وقادتها على جميع المستويات فقد جئنا إلى هنا لنحتفل بعيد الفن، والاحتفال بعيد الفن هو فى الحقيقة احتفال بمصر وبالقيم الانسانية العليا.
وتم بعدها ومنح جائزة "الجدارة" وقدرها ألف جنيه لعشرة من الفنانين والكتاب وذلك بناء على اقتراح أكاديمية الفنون، ومنح شهادة تقدير لعدد من الفنانين والكتاب، بالاضافة الى قرار الرئيس السادات بالتأمين الشامل على الفنانين والكتاب والمثقفين .
شهدت اعياد الفن في سنواتها الاولى تكريم مجموعه من رموز الفن المصري في مقدمتهم زينات صدقي ومريم فخر الدين والموسيقار محمد الموجي ومحمود المليجي والمخرج الكبير كمال الملاخ والفنان حمدي غيث وسعاد حسني .
وفور تولي الرئيس مبارك مقاليد الحكم قام بتغيير اسم عيد الفن واستبداله بجوائز الدولة التشجيعية والتقديرية في مجالات الفنون والثقافة .
الطريف ان بعد ثورة يناير طرحت الفكرة لعودة عيد الفن الا ان الرئيس المعزول محمد مرسي تجاهل الاقتراح تماما الى ان اندلعت ثورة يونيو وعاد الامل للفنانين مجددا بعدما اجرى هاني مهنا رئيس اتحاد النقابات الفنية اتصالاته لاعادة الاحتفال بالعيد من جديد وهي الفكرة التي لاقت قبولا من مؤسسة الرئاسة ليقام الاحتفال غدا الخميس حيث سيتم تكريم كل من ماجدة الصباحى ومريم فخر الدين ونجاة الصغيرة ومديحة يسرى وسميحة أيوب وفاتن حمامة وشادية ونادية لطفى ، ليصبح 13 مارس من كل عام عيدا للفن المصري .