ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

وائل عبد الفتاح يكتب:‬ الخوف من الجامعة

-  
وائل عبد الفتاح

عادت الجامعة فى عيد استقلالها.

صدفة أن تعود الدراسة بينما تُستعاد ذكرى استقالة أحمد لطفى السيد سنة ١٩٣٢ من رئاسة جامعة القاهرة احتجاجًا على إبعاد طه حسين.

الجامعة الآن ليست تحت أَسْر الدبابات والمدرعات الأمنية فقط لكنها تحت أَسْر العقول التى لا تريدها أن تكون «جامعة» أو فضاء للعلم والحياة والحرية للعقل والبحث.. هذا هو الأَسْر الكبير الذى تراه مرة فى جحافل الأمن ومرة فى ميليشيات الجنازير من الإسلاميين ومرات من أساتذة يعيدون عصر هز الدماغ والسمع والطاعة فى الكتاتيب…القوى الخائفة من الجامعة تضعها تحت الأَسْر لتضمن السيطرة على المجتمع من المنبع.

لماذا تخاف السلطة من الطلاب؟

أسئلة ليست هى المهمة، فالأشياء الملتبسة جعلت الجامعة ساحة حرب فعلًا.

الشراكة (بين النظام الأمنى والإخوان) التى كانت بالأمس سلطة موحَّدة لتحويل الجامعة إلى مستعمرة أو صوبة تربية تحولت إلى معركة بين الأمن والإخوان، لم يتورط الجميع فيها فقط/ لكنها نكشت الخفىّ والمستور فى أحوال الجامعة.

والجامعات فى مصر أحد مفاتيح المأساة (على رأسها جامعة القاهرة/ الأم/ الشقيقة الكبرى فقدت مواقعها فى الترتيب العالمى ولم تحصل على مكان بين أهم 500 جامعة فى العالم..).

والالتباس لم يعد يخص تطبيق مبدأ «الجامعة للعلم فقط.. ولا سياسة فى الجامعة»، لأن هذه المفاهيم كانت تعنى أنْ لا علم فى الجامعة، والسياسة من حق السلطة فقط أى «توجيه وإرشاد الطلاب إلى طاعة السلطة».

الجامعة فى مصر تسير أبعد قليلا عن هربرت ماركيوز وأفكاره عن تثوير الطلاب للدولة/ أو قيادتهم باعتبارهم «كتلة حرة» لمجتمع واقع تحت سطوة سلطة الاستبداد.

..إذن، عاد الحرس.

المحكمة أصدرت قرارا بعودة الحرس الجامعى/ بوليس الجامعات/ بعد أن أُلغِىَ وجودُه بالثورة.

عاد الحرس فى ميلودراما ثورية تغلق الأسئلة بالأمن/ حيث غرست السلطة الجديدة أداتها القديمة (.. دون تفكير فى التغيرات التى طرأت على الأرض..) كأن الجامعة يمكن أن تعود أو أن الأجيال التى واجهت السلطة فى الشوارع يمكن ترويضها بنفس الأداة؟

تحتار حكومة المقاولين/ الجنرالات فى الجامعة التى لم تعد تصلح حتى لكوميديا تحصل فيها «زوزو» على جائزة الطالبة المثالية ويصرخ فيها الطالب الذى يغلق قميصه حتى الزرار الأخير «جمعاء..»..

الحكومة حائرة فى موعد إعادتها/ وموقع الشرطة داخل/ خارج الحرم.. وإنها كما قال الوزير الجديد «للعلم فقط…»، بينما كانت كوميديا صلاح جاهين وسعاد حسنى وحسن الإمام «خلّى بالك من زوزو» تطرح أسئلة حول تأثير الجامعة فى المجتمع «هل حررت المجتمع من أوهامه فى تقسيم الطبقات؟ هل تصنع مستقبلا أم تبقى أسيرة الماضى؟»...

الجامعة التى اختارت قصة أحمد لطفى السيد رمزا لاستقلاليتها/ وكان وقتها يضع الجامعة فى إطار معركة الحرية لا فى تحويلها إلى إدارة عموم مخازن موظفى دولة الجنرالات المقنّعة.

الجامعة كانت ممرا لحركة المجتمع وسلّمًا للصعود الاجتماعى، لكنها بعد أن استقالت الدولة من مهامها البطولية/ واكتظت الدواوين بالموظفين أصبحت عبئا أو فاتورة تدفعها الدولة لتحافظ على وهم القطعان فى «الشهادة الجامعية».

لم نعرف الجامعة إلا بأسوارها وحراسها وفقدانها مزايا الحريات التى حاصرها شركاء السلطة (الشرطة طاردت السياسة، والإسلاميين طاردوا أول مكان للقاء اجتماعى حرّ…) وهنا ظهرت فرق مخبرين وبصاصين لصالح «أمن الدولة» وفرق الأخلاق الحميدة التى صنعت فواصل بين الطلاب والطالبات وهندست الحيز الاجتماعى لتنتصر الثقافة السلطوية المحافظة. والجامعة بداية من الثمانينيات كانت ساحة حرب يقف على أبوابها شرطة النظام ويحتل فضاءها العام منافسوهم أو شركاؤهم من منتظرى الخلافة/ ورسل الوصاية من عناصر الجماعات الخارجة من عباءة الإخوان.

بهذه التركيبة (سلطة على الأبواب وإسلاميون فى الساحات) لم تَعُد الجامعة مفتوحة على المجتمع/ تسللت سطوتها إلى الجامع/ وتحولت إلى مستعمرات نوع من العقاب الجماعى يسمونه تعليما/ لكنه طقوس الدخول فى قطيع لا يتعلم/ لكنه يحمل شهادة ليكون شاهدا على مسار الحداثة المشوهة.

على أبواب الجامعة حراس.

لم يكن الأمر كذلك حتى قررت السلطات أن تعيد بناء «مؤسسة العلم» لتصبح مؤسسة تدوير «الثقافة السائدة» ومصانع «للمواطن المدجّن المحشوّ بالمحفوظات، الخالى من قدرات التفكير والنقد وتحرير الخيال».. الجامعة تحولت إلى «مؤسسة حفظ كتالوج المجتمع» وإنتاج: المواطن حامل الشهادات ومنتظر المِنح والعطاءات.

الجامعة أيقونة الحداثة/ التى شهدت منذ سنوات، وبالتحديد انتفاضات الطلاب على السلطة/ بعد الهزيمة العسكرية (يونيو ١٩٦٧) أو فى بداية الانحراف عن مسار الحرب إلى السلام (بعد كامب ديفيد)، أصبحت عدو السلطة التى أسست أبراجها الحداثية/ ثم مارست داخلها كوكتيل القمع الموروث من أيام الفراعنة مرورا بكل أنواع الغزاة لتصنع نظام استعمار وطنى يستهلك الحداثة فى صنع وترويض قطعانه المخلصة.

الجامعة تغلق أبوابها. السلطة خائفة. لم تحتمل شهورا دون حراسها على الأبواب/ أعادتهم إلى داخل الحرم التعليمى/ وعادت كل مقولات إغلاق فضاء الحرية/ تلك المقولات الناصعة مثل بودرة الغسيل/ اللامعة كالأسطح المصقولة/ مقولات مثل «الجامعة للعلم فقط».. تلك المقولات يرددها اليوم الأنيقون المحايدون كرسل لاستعادة الجامعة من الفوضى/ وهم مندوبو دعاية يبيعون مساحيق غسيل الأدمغة، فهل هناك علم دون حرية؟ وكيف توجد الحريات وسط حراس يفتّشون الأفكار قبل الحقائب؟

لم يعد أحد مهتمًّا بالعلم إلا كاستعراض تنتظم فيه صالات المحاضرات دليلا على انتظام عملية التلقين/ وتفريغ حقيبة الأستاذ من «ملازِم المذكرات التى أعاد فيها قص ولصق مناهج قديمة مستهلكة» لتكون قرابين التخرج من الجامعة.

التعليقات