«الأولتراس» تجاوزت كل الحدود وأصبحت تمثل خطرًا على السلام الاجتماعى
روابط الأولتراس مرشحة للدخول ضمن قائمة الجماعات الإرهابية.. والدين والمجتمع وكرة القدم بريئة منهم
«سنُقْرِئك فلا تنسى».. تحت هذا العنوان -الذى كتبه جاهل لا يفقه حرمانية استخدام العبارات السماوية فى لعب العيال- أصدرت ما تسمَّى «روابط الأولتراس» بيانا تتحدى فيه المجتمع وتتطاول على رجال الشرطة.
من ضمن العبارات الرديئة التى وردت فى هذا البيان الأكثر رداءة: «الأمن يطلق النار على الجماهير من أجل الحفاظ عليها من مندسين»، «نعلنها أمام الجميع: نحن نرفض وجود أفراد وزارة الداخلية فى المدرجات المصرية.. المشهد لم يعد يحتملنا معًا.. إما نحن أو أنتم»، «فى كل بلاد العالم لا وجود للشرطة داخل الملاعب بل توجد شركات لتأمين المباريات وهو ما ندعو إليه.. أما وإن كانت الفكرة مرفوضة فلتنقلوا مبارياتنا إلى دولة أخرى، ونحن على استعداد للذهاب خلف أنديتنا خارج مصر»، «وبناء عليه تقرر تجمع الجماهير أمام أنديتها يوم السبت القادم للمطالبة بطرد الداخلية من المدرجات المصرية».
إيه رأيكم فى الكلام ده؟ تعليقى أنا سأسرده فى النقاط التالية:
1- سأضطر إلى استخدام العبارة الشهيرة التى قالها القذافى: مَن أنتم؟ هل أنتم مواطنون يعيشون فى مصر ويخضعون لقوانينها أم أنتم دولة داخل دولة؟ اللهجة المتعالية وعبارات التهديد والوعيد التى تستخدمونها تشعرنا بأننا أمام قوة عظمى تملك الأمر والنهى، بينما الحقيقة هى أنكم قلة من المشاغبين!
2- هل فعلا الأمن يطلق النار على المشجعين المسالمين الطيبين اللى فى حالهم؟ كم عدد القتلى فى المدرجات باستثناء ضحايا مجزرة بورسعيد التى كنتم أنتم السبب الرئيسى فى وقوعها؟
3- باعتبار أن كلا منكم عايش فى دور «إبراهيم الأبيض» ويتحدى الداخلية فسأرد عليه بنفس منطق وكلمات المعلم زرزور: «إنت دكر صحيح.. قلب ميت لكن أخضر! الجراءة حلوة مافيش كلام.. بس ياما راح زيك واصغر منك كمان، كانوا عاملين 100 راجل فى بعض!».
تفتكروا إن شوية الشماريخ اللى بتولعوها أو حبة الهيصة اللى بتعملوها ممكن ترهب دولة أو شعبا؟
4- كم عدد الأفراد الذين يتبعونكم وكم عدد من يرفضكم؟ إذا كنتم تملكون قليلا من العقل أو المصداقية ستدركون حجمكم الحقيقى وإذا كنتم تسألوننا عمن نفضّل فى المدرجات أنتم أم رجال الأمن فإن الإجابة بالقطع لن تكون فى صالحكم.
5- تقولون إن الشرطة لا تؤمِّن المباريات فى كل دول العالم.. من أين أتيتم بهذا الكلام الفارغ؟ لماذا تُفتون فى ما تجهلون؟ رجال الشرطة ومعهم قوات مكافحة الشغب وأحيانا القوات الخاصة توجد فى كل ملاعب الدنيا التى يذهب إليها جمهور غير ملتزم مثلكم! بالمناسبة تعاملهم هناك مع من يخرج عن النظام يكون بمنتهى القسوة والعنف ويصل إلى حد تكسير العظام.
6- تقترحون أن تنقل المباريات خارج مصر؟ أليس من الأفضل أن ننقلكم أنتم خارج البلاد، لتفعلوا هناك ما يحلو لكم ونستريح نحن من أفعالكم؟
7- تدعون إلى التجمهر أمام الأندية للمطالبة بطرد الداخلية.. فماذا لو قامت بينكم مشاجرة خلال هذا التجمع الميمون وسقط منكم ضحايا؟ هل ستلجؤون وقتها إلى وزارة الداخلية من أجل فرض النظام وتعقب الجناة، أم أن وزارة الكهرباء هى مَن ستتولى ذلك؟
8- مَن العبقرى الذى يصوغ لكم هذه البيانات اللوذعية، مستخدما خلطة الكلام الكبير المعجون بشوية دين مع حبة فلسفة؟ أنصحكم بتغييره، لأنه يقضى تمامًا على كل القليل المتبقى لكم من تعاطف البعض.
هذه الظاهرة الشبابية المسماة بالأولتراس تجاوزت كل الحدود وأصبحت تمثل خطرا على السلام الاجتماعى، مما يرشحها بقوة للدخول ضمن قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة!
الدين والمجتمع وحتى كرة القدم بريئة منكم، والتعليق الوحيد الذى تستحقونه على ما تقولون وما تفعلون هو: أستغفر الله العظيم!