يا عينى على أختنا حواء وقد راحت عليها يا حرام.. نزلت عن العرش بالقوة الجبرية.. فلم تعد موضة كأيام زمان.. صارت شخصا عاديا مثلى ومثلك.. بعدما كانت تخطط وتحلم بزعامة العالم.. يعزف لها المارشات العسكرية فى المطارات.. تفرش لها السجادة الحمراء.. تستقبل السفراء والوزراء وتفتى فى شؤون الحكم.. وتحدد مستقبل البلاد وتتحكم فى الاستراتيجية وأمور الحكم..!
وزمان حكم عدد من السيدات العديد من دول العالم.. فى بريطانيا وأيرلندا والسويد وتركيا وأستراليا وسويسرا والهند وباكستان وبنجلاديش وغيرها..
الآن راحت على المرأة.. عادت لقواعدها سالمة.. حيث تمارس إبداعها فى الكنس والمسح والطبخ وتربية الأولاد.. وما عدا السيدة ميركل فى ألمانيا لا تكاد تلمح صنف السيدات الحاكمات.. وقد تراجعت المرأة تماما لتحتل الصفوف الخلفية.. مع أنها أثبتت جدارة والله إبان سنوات حكمها.
الآن راحت على المرأة.. عادت لقواعدها سالمة.. حيث تمارس إبداعها فى الكنس والمسح والطبخ وتربية الأولاد
المرأة التى هبطت عن العرش.. ولاتزال تمارس العمل الوظيفى تماما كالرجال.. كتفا بكتف.. وأوروبا الموحدة تحديدا تفتح للمرأة كل الأبواب.. و51 فى المائة من سائقى مترو الأنفاق هناك من الجنس الناعم واللطيف.. وفى الأتوبيسات التى تجرى فوق الأرض فإن أختنا حواء تشكل 57 فى المائة من السائقين.. وفى دنيا الصناعات الدقيقة والإلكترونية فإن المرأة تمثل 78 فى المائة من العاملين.. وحتى فى الصناعات الحربية ورؤوس الصواريخ التى تعتمد على سواعد الرجال تسللت المرأة فصارت تمثل 43 فى المائة من المجموع الكلى للعاملين.
أقصد أن فى أوروبا والدول المتقدمة المرأة تعمل نعم.. لكنها لا تمارس الحكم كالأيام الخوالى.. وتكتفى بمناصب محدودة.. وعندهم وزيرات للعدل والبوليس والمالية والدفاع والاقتصاد والمخابرات.. وعندهم أيضا زعيمات للمعارضة.. وفى نيوزيلندا تحديدا مقعد زعيم المعارضة محجوز دائما لواحدة ست.. تتغير أحيانا وتحكم البلاد أحياناً أخرى.. لكن منصب زعيم المعارضة من نصيبها دائماً.
فى باريس خرجت مسيرة صامتة من سبع نساء تجمعن أمام الهرم الزجاجى لمتحف اللوفر.. النساء عاريات تماما.. كتبن على أجسادهن عبارات تطالب بالحرية والمساواة.. وواحدة من النساء السبع هى علياء المهدى.. المزة المصرية المعروفة تماماً فى أوروبا.. والتى اجتذبت الأضواء من زميلاتها الست بعد أن قررت الإقامة فى باريس.. بدلا من السويد التى عاشت فيها السنوات الثلاث الماضية.
فى أمريكا.. حيث تعمل المرأة فى جميع المجالات جنبا إلى جنب الرجال.. خرجت مسيرات الاحتجاج تطالب بمساواة النساء بالرجال وتقاضى نفس الأجر.. خصوصا أنها تمارس نفس الأعمال.
فى تركيا.. حاولت المرأة الخروج فى مظاهرة حاشدة تطالب بالمساواة مع الرجل.. تصدى لها رجال الأمن بالهراوات والغازات المسيلة للدموع.. بحجة أن المرأة تسعى للفوضى والمزيد من التسيب الأمنى فى الشارع التركى.
عندنا فى مصر لم نحتفل تقريبا باليوم العالمى للمرأة.. لأن الاحتفال عيب وحرام.. ثم إننا لم نخرج فى مظاهرات مؤيدة لها.. لأن المظاهرات ممنوعة.. ومنذ أسابيع احتفلنا بطريقتنا بمنع حواء من العمل بالقضاء.. على اعتبار أنها ناقصة عقل ودين.. فكيف لها أن تتولى مناصب القضاء التى يحتكرها الرجال أصحاب الحكمة والرزانة والعقل المكتمل بلا نقصان؟!
الجنس الناعم واللطيف إذن ضيف ثقيل على العالم.. ولا أعرف لماذا الحديث عن حقوق الإنسان.. والتشدق بمبادئ العدل والديمقراطية.. إذا كان العالم يتعامل بتحيز غريب مريب.. يصل لحد الرفض.. بل الوأد أحيانا..!
يا عينى على أختنا حواء وقد راحت عليها.. وكأنها فى حاجة لمليون قاسم أمين يحررها ويدافع عنها ويدفع بها من جديد للصفوف الأولى.. لتحكم العالم من جديد..!