أعلنت الجماعة الإرهابية أنها تستعد لتنفيذ مخطط من الأعمال الإرهابية التى تستهدف الانتخابات الرئاسية المقبلة، وحذرت كل من يشارك فى هذه الانتخابات، سواء بالترشح أو بالإشراف على العملية الانتخابية أو المشاركة فيها بالتصويت.
وقالت الجماعة، فى توجيه داخلى لأعضائها، إن عليهم - إلى جانب الأعمال الإرهابية المعد لها - الاستعداد لتنفيذ عمليات اغتيال للشخصيات المشاركة فى العملية الانتخابية.
ولم يكن هذا غريباً على جماعة ولدت فى العنف، ولم تعرف لنفسها فكراً إنسانياً راقياً، بل كان محركها الأول هو كيفية الوصول إلى الحكم وفرض سيطرتها على البلاد.
هى جماعة معادية للثقافة والحضارة، تناصب كل معالم التقدم الإنسانى العداء، فتحطم الآثار وتحرم الفنون وتعود بالمرأة إلى عصور العبودية، ومن هنا فالديمقراطية التى تتيح الحرية للمواطنين هى رجس من عمل الشيطان، والمشاركة فى الانتخابات بدلاً من السمع والطاعة لحكم الجماعة هى بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار.
هى الجماعة التى أخذت على عاتقها تشويه الدين الإسلامى أمام العالم أجمع، وتصويره على أنه دين العنف والإرهاب وسفك الدماء وتقديم أتباعه فى شكل مجرمين يقتلون الأبرياء المسالمين ليحصلوا على الشهادة ويدخلوا الجنة!!
لكن ها هى انتخابات رئاسية جديدة على الأبواب، والمواطنون يستعدون لانتخاب قيادة جديدة للبلاد تعبر بهم إلى عصر جديد بعد أن عانوا من تسلط جماعة الجهل والاستبداد، لذا كان على الجماعة أن تتصدى لهذه الانتخابات التى ستخلق واقعاً سياسياً يستمد شرعيته من إرادة الشعب، فكيف تتصدى لذلك إلا بالوسيلة الوحيدة التى تجيدها وهى العنف والإرهاب؟ هى تتصور أنها بذلك ستحول دون ممارسة الشعب حقه الطبيعى فى اختيار حكامه، لكن الانتخابات الرئاسية ستجرى فى موعدها رغم المخطط الذى أعلنته الجماعة.
لقد أغفلت التوضيح فى بداية المقال أن الجماعة المقصودة هى طالبان، وأن الانتخابات التى أتحدث عنها هى انتخابات الرئاسة فى أفغانستان، فهل كان هذا التوضيح ضرورياً، أم أن كل جماعات الإرهاب سواء؟!