قبل أن يخلع المشير بدلته العسكرية، التقى فئات عديدة حتى الآن.. ناقش مشكلاتهم، وتعرف على مواجعهم.. آخرها لقاؤه بنقيب الفلاحين أسامة الجحش.. ربما كان اللقاء الأهم فى حياة «الجحش» على الإطلاق.. استوقفنى الاسم كنقيب للفلاحين.. رجل محترم ووطنى.. قد يلتقى المشير بالرياضيين.. من بينهم رئيس اللجنة الأوليمبية خالد زين.. الحكاية ليست بالأسماء.. فلا الأول «جحش»، ولا الثانى «زين»!
لا أظن أن المشير ينبغى أن يستمع إلى «زين» حين يريد أن ينهض بالرياضة.. الأمر مختلف تماماً.. كان «الجحش» معبراً بصدق عن قطاع عريض من الفلاحين.. تبين أنه رجل «زين».. أما الأخ «زين» فلا أظن أن سابقة المعرفة به تجعله «زين».. قد يكون أى شىء آخر إلا «زين».. فقد أوهمنا وضللنا، وأشاع أنه يحمى الرياضة من فضيحة، لو أقدمنا على تنفيذ قرارات «طاهر» بشأن انتخابات الأندية!
أعترف بأننا ظلمنا الوزير طاهر أبوزيد.. لم نسمعه.. لم نحاول فهم أبعاد المؤامرة التى تتعرض لها الرياضة عموماً، وطاهر أبوزيد بشكل خاص.. اعتبرنا أن الأصل هو ضرب الوزير.. استضفنا كل من يصرخ فى وجهه.. أفردنا لهم المساحات فى الصحف.. أعطينا لهم الوقت فى الفضائيات.. تصورنا خطأ أن كل صوت عال وراءه حق.. تبين أن الأصوات العالية كانت تُخفى جريمة.. وتلعب بنا الكرة! واضح أن المافيا كانت أكبر من وزير الرياضة.. صوتها كان عالياً.. أدواتها أكبر من الدولة.. رجالها فى كل مكان يدافعون عن مصالحهم.. شبكة عنكبوتية سرطانية، لا ينفع معها غير البتر.. استغلت حالة السيولة بعد الثورة.. هددتنا بالعزلة الدولية.. صورت للحكومة أن مصر انتهت.. وضعت الوزير فى موقف الدفاع.. راحت تكيل له اللكمات.. فلا رئيس الوزراء أنقذه، ولا الدولة انتصرت لصالح وزيرها!
أصحاب الأصوات العالية موجودون فى كل مكان.. الانتهازيون فى كل المصالح.. يحاولون إرهابك إن تكلمت.. البعض يحسبها بحسابات الانتخابات.. يحدث هذا فى النقابات.. يحدث أيضاً فى الأندية، واللجنة الأوليمبية أيضاً.. الغريب أن الطرف الدولى المفترض أنه «محايد»، انحاز للضلال.. ارتكب الخطيئة.. الدكتور حسن مصطفى لعب لصالح «زين» وأطاح بالوزير.. ليخلو لهما وجه اتحاد الكرة للأبد(!)
بذمتك ألا يصعب حال الرياضة المصرية على الكافر؟.. وحين جاء وزير «طاهر» تبرأوا منه.. فلا انتفضت رابطة الرياضيين، ولا انتفضت صفحات الرياضة، ولا غضبت الأصوات المحترمة، لوقوعنا جميعاً فى الفخ.. قال الأخ زين إن لديه خطابات وجوابات ومستندات.. تبين أنها كانت تتوافق مع قرارات الوزير بشأن انتخابات الأندية.. هل معنى هذا أن الإعلام الرياضى موالس؟.. هل يعنى أنه متواطئ؟!
الثورة لم تُغير فينا شيئاً حتى الآن.. لا فى النظام السياسى، ولا النظام الرياضى للأسف.. ارجعوا إلى معركة «زين» فى مواجهة «طاهر».. الطريف أن نقيب الفلاحين «جحش»، بينما رئيس اللجنة الأوليمبية «زين».. أسماء لا تُشترى.. فمتى يعتذر الأخ «زين» للرأى العام، قبل الاعتذار للوزير طاهر أبوزيد.. نفسه؟!