لا يعرف كثر من القراء هذه الأسماء، ربما ماعدا عزازى على عزازى بعد أن أصبح محافظاً للشرقية بعد الثورة، واستقال عندما انتصرت الثورة المضادة وتولى الإخوان الحكم، ولكن لكل منهم دور يستحق أن يذكر به دائماً، رحمهم الله جميعاً.
توفى عبادة كحيلة يوم الأحد 2 مارس، ولا أستطيع أن أضيف خيراً مما كتبه عنه الزميل الكبير عبدالعال الباقورى فى مقاله الأسبوعى بجريدة «الجمهورية» يوم الخميس، وأحيل القراء إلى هذا العدد لقراءته. وقد اقتربت من عبادة عندما كنا ننشر معاً فى مجلات وزارة الثقافة من أواسط الستينيات حتى أوائل السبعينيات، ووجدت فيه باحثاً نموذجياً فى التاريخ يتميز بالدقة والصرامة والجدية والوطنية الصافية، ولذلك لم يكن غريباً أن ينال درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى فى كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1983، وأن يترقى حتى يصبح أستاذاً للتاريخ بها.
ولم يكن غريباً أن يشترك فى تأسيس حركة «كفاية» عام 2004، ويصدر كتابه «ورقات من الزمن الصعب» عام 2008 ضد نظام مبارك، وأن يؤرخ للحركة التى بدأت الدعوة إلى الثورة فى كتابه عنها، والذى أصبح كتابه الأخير الذى صدر فى حياته، ففى المطبعة كتابه «الخصوصية الأندلسية وأصولها الجغرافية»، وهو من الأندلسيين العتاة.
وفى نفس الأسبوع الحزين توفى يوم الأربعاء عزازى على عزازى الذى لم يكن يعمل فى السياسة فقط، وإنما كان صحفياً وكاتباً وناقداً للأدب والشعر، أى المثقف الحقيقى والسياسى الحقيقى. وتوفى يوم الخميس المخرج المسرحى الكبير حسين جمعة الذى اقتربت منه بحكم أننى مسرحى فى الأصل، وتخرجت فى معهد المسرح، وكان طموحه من غير حدود، وله بصمته فى الإخراج المسرحى، والمؤكد أن عمدة مؤرخى مسرحنا عمرو دوارة سوف يكتب عنه بما يوفيه حقه.
أما نادية هارون التى نودعها فى الحادية عشرة صباح اليوم فى المعبد اليهودى، بشارع عدلى، فهى من نساء مصر المثقفات اللواتى اشتركن فى الحركة الوطنية لشباب السبعينيات امتداداً لوالدها المناضل الوطنى الكبير المحامى شحاتة هارون، وقد عرفتها منذ شبابها المبكر عندما كنا نذهب إلى مصطفى درويش لنتعلم منه ونستعير الكتب من مكتبته، لأن منزله فى وسط القاهرة ملاصق لمنزل شحاتة هارون، ونادية هى زوجة الزميل الناقد والمخرج السينمائى أحمد قاسم ابن الدكتور محمود قاسم، أحد أساتذة الفلسفة الإسلامية الكبار، وهى والدة الممثل الشاب الموهوب كريم قاسم. رحم الله الجميع من المسلمين والمسيحيين واليهود.