بدون شك يحاول إبراهيم محلب رئيس الوزراء أن يكون صريحًا مع الناس.
ويخرج إلى مناطق المشكلات ويتشابك معها.
فقد رأيناه فى المحلة يلتقى العمال ويتحدث معهم بصراحة.
ورأيناه ينزل إلى الأحياء والشوارع ليقف على مشكلات الناس.
ورأيناه وهو يلتقط له الصور أمام مقالب القمامة.
وقد تبعه فى ذلك عدد من الوزراء، حيث تحرك البعض منهم ونزل إلى الشارع وزار المحافظات.
فها هو مثلًا وزير الداخلية قد تحرك من مكتبه لينتقل إلى المحافظات، بل ويتحرك فى الشوارع ويزور الأقسام ويطيح ببعض القيادات، وإن كان فى حاجة إلى كثير من الزيارات والعمل بشكل أكثر جدية فى استعادة أمن الشارع والتخلص من البلطجية ومسجلى الخطر، وكذلك التخلص من الذين يسيطرون على الشوارع والأرصفة وجعلوها خدمة خاصة بهم فى ظل غياب أمنى (!!).
وهناك وزراء آخرون مثل وزير الزراعة الذى تحرك ليقف على الاعتداءات على الأراضى الزراعية وتبويرها وتحويلها إلى مبانٍ وخرسانات (!!).
يعنى من الآخر هناك محاولات من بعض الوزراء للتشابك مع الواقع، وهو فى النهاية «واقع أزمة» ولا بد من دراسته ومعرفته بشكل واضح وصريح والتفاعل معه من أجل الوصول إلى الحلول.
على عكس ما يجرى من بعض الوزراء من محاولة المصارحة هناك أزمة فى الكهرباء.
الكل يعلم أن هناك أزمة كهرباء حادة.
والكل يعلم أن الكهرباء تنقطع لساعات طويلة فى المحافظات والقرى وتصل إلى ١٠ ساعات يوميا فى بعضها، وطالما الناس يعيشون فى الأرياف فعليهم الاستحمال، هكذا حال وزارة الكهرباء!!
كما تنقطع الكهرباء بشكل يومى بالتبادل فى أحياء القاهرة، بما فى ذلك الأحياء التى كانت تعتبر راقية ويسكنها علية القوم.
لكن السيد الوزير منذ أتى إلى الوزارة الجديدة- قادما من مكتب استشارى خاص له تعاملات مع وزارة الكهرباء وتعاقدات ولم يقدم حتى الآن إقرارات ذمة مالية أو ما يثبت عدم تعارض المصالح وفقًا للقانون الذى أصدرته الحكومة السابقة- لم يتحدث عن الأزمة ولم يصارح الناس فى تلك الأزمة.
لم يقدم وزير الكهرباء للناس شرحا لأسباب أزمة الكهرباء.
لم يقل كم محطة شغالة وكم أخرى «عطلانة» أو فى الصيانة (!!).
لم يصارح الناس بحجم احتياجات البلاد من الكهرباء.
لم يتحدث عن احتياجات المحطات من الوقود، وكيف سيتم تعويض تلك الأزمة.
ولم يتحدث عما سبق وأشارت إليه الحكومات السابقة عن ربط الكهرباء بدول أخرى- كالسعودية- لتعويض فترات الأزمات.
لم يتحدث عن مشروعات واستثمارات جديدة أو مدى الحاجة إليها.
سيقولون إن الرجل ما زال جديدًا فى منصبه ولم يتعرف بعد على المشكلات والأزمات وواقع المحطات، وهو أمر مردود عليه بأنه جاء من قطاع يتعامل مع الوزارة، وربما لديه خريطة كاملة بكل المحطات، بل وأزماتها وربما كان ذلك هو السبب فى اختياره وزيرًا للكهرباء، فليس فى حاجة إلى أن يبدأ من جديد ليتعرف على الأزمة.
فالسيد وزير الكهرباء ترك كل أمور الأزمة فى الإنتاج ولم يخرج إلى الناس ليشرح لهم كيفية الخروج منها، بل والمدى الزمنى لاقتحام تلك المشكلة وحلها ووضع رؤية لذلك، ليتحدث فقط عن تسعير جديد للكهرباء، وكأنه لا يعرف أن الأسعار حتى الآن تقسم ظهر المواطنين «الغلابة».
فيا أيها الوزير «وزير الكهرباء»: ارحمنا من تصريحاتك حول التسعير، وصارحنا بالأزمة، خصوصا أننا على أعتاب أشهر الصيف!