صدر عن الأزهر يوم الخميس الماضى بيان يطالب بمنع الفيلم الأمريكى «نوح»، إخراج دارين أونوفسكى من العرض فى مصر بعد أن أعلن عن عرضه ابتداء من 26 مارس الحالى.
استند البيان إلى تحريم الأزهر تجسيد جميع الأنبياء فى السينما وعلى المسرح واللوحات والتماثيل باعتبار أن ذلك يقلل من قيمتهم، وعدد الأنبياء فى القرآن الكريم 26 نبياً خاتمهم محمد رسول الإسلام، عليه الصلاة والسلام، الذى أنزل عليه القرآن ويعبر الأزهر بصفة عامة عن نظرة السنة، وهم أغلبية المسلمين فى العالم، بينما تختلف نظرة الشيعة الذين يقبلون تجسيد الأنبياء فى فنون التجسيد.
موقف الأزهر ليس جديداً، وإنما يتجدد مع كل عمل يجسد أحد الأنبياء، ويحترم العالم هذا الموقف من أمريكا إلى اليابان ومن دون استثناء أى دولة فى عدم تجسيد رسول الإسلام، ولكن ليس الأنبياء الآخرين، وبالتحديد من يذكرون فى كتاب اليهود وكتاب المسيحيين وكتاب المسلمين، أى الذين اتفقت على نبوتهم الكتب السماوية الثلاثة، ولا يؤخذ على الأزهر المطالبة بمنع فيلم من دون مشاهدته، فهى مسألة مبدأ، ولكن المشكلة أن المنع من العرض فى دور السينما فى مصر، أو فى أى دولة فى العالم، لم يعد يعنى منع الفيلم من المشاهدة عبر وسائل العرض الجديدة ثمرة الثورة التكنولوجية، الثالثة فى تاريخ الإنسانية بعد الثورتين الزراعية والصناعية.
الكنيسة الكاثوليكية منذ منتصف القرن الميلادى الماضى أسست مراكز للسينما فى العديد من دول العالم منها المركز الكاثوليكى للسينما فى مصر لنصح الكاثوليك بمشاهدة أو عدم مشاهدة أى فيلم، وفى الزمن الذى أصبح فيه المنع مستحيلاً، فإن على الأزهر أن يقتدى بالكنيسة الكاثوليكية، وينصح بالمشاهدة من عدمها.
وفى نفس يوم الخميس الماضى، وبالصدفة، أصدر الباحث السينمائى الشاب سامح فتحى كتاباً بعنوان «أنبياء فى السينما العالمية» بمقدمة للناقد الكبير يوسف شريف رزق الله، يتناول فيه 14 فيلماً أنتجت فى الفترة من عام 1927 إلى عام 1966 تجسد فيها أنبياء، وأكثر من فيلم منها صور فى مصر التى تذكر فى كل الكتب السماوية، ومنها فيلم دى ميل «الوصايا العشر» الذى صور عام 1954 بموافقة الرئيس عبدالناصر، بل التقى الرئيس مع دى ميل فى القصر الجمهورى، وصور الفيلم التسجيلى الوحيد الذى أخرجه عن توزيع عبدالناصر أراضى زراعية على الفلاحين الفقراء ليصبحوا من ملاك الأراضى.