ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

السيمفونية المشروخة للديكتاتور العادل

-  
نشر: 10/3/2014 2:14 ص – تحديث 10/3/2014 2:14 ص

الأزمة أن خطاب «شد الحزام..» ليس جديدًا.

قصتنا معه طويلة طول الاستبداد وسنواته التى تصورنا أننا لن نخرج منها.. و«شد الحزام» من دون تغيير سياسات والثورة على العفن الكامن فى أجهزة الدولة والأهم بناء علاقة جديدة بين الفرد والدولة تقوم على حق الفرد وحريته وسعادته، لا على خضوعه لتسلط ووصاية الكهنة وفرعونهم فى الأعالى.

اليوم نسمع من جديد نفس الخطاب وندرك أنه يثير القلق من حيث يريد صاحبه (المشير السيسى) أن يثير الإبهار والإعجاب وإثبات القدرات والكفاءة.

هذا خطاب تتقنه الدولة وسلالات «الدولتيين» أى موظفى الدولة الذين يحصلون على السلطة بالأقدمية أو الترقى الوظيفى أو القرب من مركزها الأعلى.

مشكلة «الدولتى» أنه ابن مخلص ومؤمن بقدرات دولته/ لا يقترب منها/ وعلاقته بها نوع من التوحد الذى يقارب التوحد مع العائلة أو السلالة.

هذا التوحد يفقد «الدولتى».. القدرة على تخيل «دولة..» أخرى أى شكل علاقة مختلف بين الفرد والدولة/ فالخلافة دولة نمطها قديم والمماليك كانوا ناجحين من منظور زمنهم/ إعادة إنتاج إنماط الدولة التى انتهى زمنها/ لا يضعها فقط خارج التاريخ/ لكنه يمثل عجزًا وقلة كفاءة وفقدان فاعلية لا يمكنها أن تحل المشكلات.. وستضطر إلى استخدام القمع والقهر والتزييف فى الوعى.. كأداة وجود/ خاصة عندما يصبح تزمين الحاكم الفاشل فى الاستجابة هو شغل الدولة الشاغل.

هذه الدولة فشلت/ والثورة عليها لم تكن ترفًا ولا مؤامرة/ وهذا ما لا يريد أبناء الدولة الفاشلة الاعتراف به وهم يعيدون خطاباتها المستهلكة ويصفقون لأنفسهم لأنهم يعيدون إنتاج «معجزة الفشل».

لا يرون أبعد من خطوتهم الضيقة و.. يفتشون فى الدواليب القديمة.. ولهذا يوجد شخص مثل فريد الديب مبررًا لكى يقول «لو بُستم إيد مبارك لن يترشح للرئاسة»

يقول ذلك لأنه يرى «المباركية» من دون مبارك/ يراها بحلولها الفاشلة وأفقها المسدود ونظرتها إلى الشعب على أنهم عبء/ والسلطة على أنها قدر.. لماذا تعيدون الكارثة المباركية بعد أن ثار الشعب عليها؟

يظهر خطاب «شد الحزام» ليدخل الشعب فى متاهة.. الدفاع عن نفسه.. وإذا رفضنا المنطق الذى يدين شعبًا منهوبًا من دون أن يحاسب النهابين أو يعيد رسم السياسات لكى لا يسمح بالنهب.. فإننا ندافع عن الكسل والتمبلة.

هذه مفاهيم السلطوية الفاشلة التى تعلن بوضوح أنها لن تتغير لن تحقق العدالة ولا الحرية.. وستبقى مقدسة فوق المحاسبة كما يطبل الطبالون ويعزف المنافقون سيمفونية الديكتاتور العادل الذى مثل الخليفة والمملوكى لا يصلح لزمان الدولة الحديثة/ والطنطنة به من جديد هو استدعاء للخرافة والدجل والشعوذة حيث سيتبخر عدله (العدل نظام لا منحة من فرد) ولن تبقى سوى ديكتاتوريته.

خطاب «شد الحزام..» هو استعراض بديل عن خطة وبرنامج إصلاح الدولة من عفنها الذى يقدمونه على أنه قدر «عاجبك ولاّ موش عاجبك..»، و«اقبل بنا.. وإلا الإخوان سيقفزون للسلطة..»، و«شفتوا حصل إيه لما حصل تغيير.. لقد أتى إليكم الإخوان فى غزوة الصناديق..».

هذا الخطاب لا يعنى بالإصلاح أو خطط التنمية، لكنه يلوم «الشعب» كأن المصريين كلهم كتلة كسالى باختيارهم (لا يعانون البطالة) ويعيشون فى رفاهية (يذهبون إلى الجامعات والمصالح بالأوتوبيسات..) إنه خطاب «شد الحزام» نفسه الذى سخر منه عادل إمام فى الثمانينيات فى «شاهد ماشفش حاجة».. سخرية من استمرار «شد الحزام..» مع استمرار انتفاخ الكروش فى السلطة والحسابات فى البنوك والمعاناة فى الشوارع.

وكان مبارك بدلًا من مواجهة فشل حكوماته يوجه اللوم إلى المواطنين «تأكلون 3 أرغفة عيش وتضعون 4 ملاعق سكر فى الشاى»، يقول هذا لمَن يعتبر العيش والسكر متعته الوحيدة، بينما طبقات الفساد المتوحش التى تربت على أبواب نظامه وأغلقت على مصر كلها بانايتها المفرطة النوافذ والشرفات وخنقت الشعب.. فلم يوجه إليها كلمة بعد أن أصبح واحدًا من«الأغنياء الذين يحكمون بلدًا فقيرًا».

خطاب «شد الحزام» هو إعلان عن عدم الاقتراب من مغانم الشريحة التى احتكرت الثروة مع السلطة/ وتحاول منذ 25 يناير أن تستمر الماكينة التى تلقى بالفتات للملايين، بينما «الغنيمة» من حق شريحة صغيرة من المتحلقين حول مركز السلطة أو البابا الراعى لهذه المصالح.

الدولة بهذا الخطاب لا تريد الإصلاح أو التغيير، بل تريد تغيير الشعب .. الذى يطالب بالعدالة فيكون الرد بخطاب اللوم للضحية/ ضحية الفساد والاستبداد.. لوم للشعب على أنه «لا يستيقظ مبكرًا» وبالنسبة إلى مواطن عادى يعمل فى أكثر من جهة ليكمل شهره مستورًا ماذا سيفهم من هذه الخطابات؟ وبالنسبة إلى العاطل؟ أو الطبيب/ العامل/ المهندس الذى طالب بمرتبات محترمة فقيل له إن البلد فى أزمة بينما زادت مرتبات الأجهزة الأمنية ثلاث مرات؟

هذا الخطاب يتجاهل عن عمد الحقوق والحريات باعتبارهما أساس بناء العلاقة بين الفرد والدولة..

دولة مواطنين لا دولة وصاية باسم الوطن والدين.

التعليقات