6- عبد الفتاح السيسى وجه جديد غير محسوب على أى من الرؤساء السابقين وغير ملوّث بأفعال السياسة التى استفحلت فى العقود الثلاثة الأخيرة، وهذا يجعله غير محسوب على شلّة معينة من الشلل التى توحّشت فى عهد مبارك، وحتى تشبيه البعض له بعبد الناصر لا يعنى أنه محسوب عليه، فعندما مات عبد الناصر لم يكن السيسى قد التحق بالكلية الحربية بعد. 7- يُحسب للسيسى كذلك أنه أنقذ مصر من حرب أهلية كانت متوقعة بين ميليشيا إخوانية مسلحة وبين شعب أعزل بالملايين انفجر فى وجه فسادهم وأخونتهم للبلد، وتدخّله أجهض هذه الحرب، كما رجّح كفة الشعب صاحب المصلحة الحقيقية. 8- نقطة مهمة فى شخصية السيسى وهى إيمانه بشعبه وبلده، فالقائد الناجح هو الذى يؤمن بشعبه وبقدرة بلده، عكس مبارك الذى كان هو وأسرته يحتقران الشعب ويتعاليان عليه، إذ كان مبارك يرى نفسه الوحيد الصالح للحكم، فى الوقت الذى كان أقرب مساعديه ورئيس مخابراته عمر سليمان أكثر ذكاءً وصلاحية للحكم منه، ولكن حَوَله السياسى جعله يرى أن السادات كان محظوظًا لأنه وجده، فى حين أنه لا يرى شخصًا مثله يصلح نائبًا، وهذا الحَوَل السياسى جعله يترك مصر كلها وينظر إلى ابنه كوريث. 9- يرى الشعب المصرى فى السيسى أنه وضع حدًّا للمؤامرات المحلية والإقليمية والدولية على مصر، وأنقذ مصر من تحوّلها إلى دولة فاشلة ومسرح للإرهابيين الدوليين الذين طمعوا فيها بعد حكم مرسى وبترحيب. 10- هناك صفات إيجابية كثيرة ظهرت فى شخصية السيسى منذ 30 يونيو، منها جديته وانضباطه، ومنها شجاعته وإقدامه، ومنها إحساسه بالمواطن العادى، ومنها أريحيته واحترامه لكرامة المصرى، كما أن شخصية ابن البلد قد انعكست عليه من خلال نشأته فى أحد الأحياء الشعبية العريقة فى القاهرة. وهناك أيضًا سنّه المناسبة وحيويته، كلها أمور رجّحت كفّته عند المصريين وجعلت التأييد الشعبى له كاسحًا.
11- وكأحد المتابعين للشأن القبطى، أرى أن هناك إجماعًا قبطيًّا على دعم السيسى رئيسًا مع اصطفاف الأقباط وراء المؤسسة العسكرية بقوة لم أرها من قبل. 12- وصول السيسى للرئاسة سيمنع الازدواجية الموجودة فى السلطة حاليًّا، فمعروف أن السيسى هو رجل الدولة القوى، مما أدّى إلى انفصال بين السلطة والقوة، ووجود السيسى على رأس الدولة مع موقع القائد الأعلى للقوات المسلحة، فعلًا لا اسمًا، سيجعل القوة والسلطة تجتمعان معًا، مما يسهّل مسؤولية الحكم ويجعله أكثر فاعلية. 13- علينا أن نكون صرحاء ونقول إن الجيش حتى هذه اللحظة غير مستعد أن يكون رئيسًا مدنيًّا هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولن يعطيه هذه السلطة حقيقة حتى ولو حصل عليها نظريًّا بحكم موقعه الرئاسى، ووجود السيسى على قمة السلطة سيحل بالتأكيد هذه المعضلة وسيتم تلافى سبب هذه الحساسية. 14- سيصوّت الناس بقوة للسيسى، كذلك لعدم وجود بديل له بين المرشحين والفجوة واسعة جدًّا بينه وبين الآخرين، فلا يوجد بين المرشحين شخص يمكن وصفه برجل الدولة وفقًا للمعنى المتعارف عليه لرجل الدولة، فهناك هوجة من التطلعات حدثت بعد ثورة 25 يناير جعلت كل من هب ودب يرى نفسه جديرًا بحكم مصر، طبعًا من حق كل مواطن الترشّح والتطلع للمنصب، ولكن عند التقييم يظهر الغث من الثمين، وقد وجد الناس غثًّا كثيرًا على الساحة فأقبلوا على السيسى.. وما زالت للبريد بقية.