تولى حكم مصر العديد من الحكام عبر التاريخ، أغلبهم جاءوا بعد غزوات أو حروب أو ثورات إلا القليل منهم، مما دفع بالمصرى أن يتقبل حاكمه، دون قيد أو شرط وتحت ضغط الظروف الاستثنائية، ولم يتعود المصرى أن يمارس حرياته السياسية، بشكل طبيعى، كما يفعل الكثير من شعوب الأرض، نظرا لطبيعة الحكم الديكتاتورى السابق الذى أسقطته ثورتا المصريين فى يناير ويونيو ٢٠١٣، ودعمه انحياز الجيش للشعب وموقفه المتفرد فى ٣٠ يونيو، وشجاعة المشير السيسى وتبنيه إرادة جماهير الشعب فى عزل الرئيس الإخوانى، وتحقيق أهداف الثورة فى بناء حكم ديمقراطى يقدم الوطن على مَن سواه، ويحترم كل الشعب دون اختصاص لجماعة!!
الآن، ونحن مقبلون على أول انتخابات رئاسية بعد ثورة يونيو قد يكون من المفيد أن نقف لنقول ماذا نريد من المرشح للرئاسة، بعد ثورتين، وكيف سنحافظ على ثوابت الديمقراطية ومتطلبات العملية الانتخابية، وتوفير مناخ انتخابى صحى يتنافس فيه الجميع، ومن المعلوم أن كل انتخابتنا من بعد ثورة يناير ٢٠١١ كانت حرة وشفافة وحقيقية، أدارتها الدولة باقتدار وأمَّنها الجيش والشرطة فى حكمة وحيادية.
ماذا نريد من المرشح للرئاسة، بعد ثورتين، وكيف سنحافظ على ثوابت الديمقراطية ومتطلبات العملية الانتخابية
أريد من المرشح أن يعتنى باختيار فريق العمل الخاص به، وأن يدقق فى البرنامج الانتخابى وانتقاء المستشارين، نريد من المرشح أن يلزم من حوله من مؤيديه بروح التنافس الشريف، وأن يأخذ كامل الحيطة والحذر من محاولات التصاق جماعات المصالح به، والتى تريد أن تعبر عليه إلى أطماعها الخاصة ومنافعها الضيقة، نريد من المرشح أن يتحدث بإيجابية وبإلهام وبشجاعة شعب يريد أن ينتقل لدولة الحداثة والرفاهية، نريد حديثا يستوعب مشاكل مصر، ويقدم حلولا عقلانية قابلة للتنفيذ، حتى إن تعددت مراحل التنفيذ، واستغرقت زمنا، نريد مرشحا يتواصل مع الكوادر السياسية، ويشاركهم، ويقنعهم، مرشحا يتفاعل مع روح الشباب الوثابة التى تريد أن تطور تلك البلاد، بعيدا عن القوانين والقواعد المعرقلة. فريق العمل أيضا يجب أن يكون مرآة للمرشح، ويحتوى تكوينات بشرية موزاييك تعبر عن شخصية المرشح وهويته السياسية وآماله وطموحه، نريد سياسيين مهرة بجانب المرشح، كما نريد رجال دولة تكنوقراط خريجى المدارس المهنية المصرية، ومن دولاب العمل الرسمى، كما يجب أن يتماس فريق عمل المرشح مع خبرات القطاع الخاص فى الداخل والخارج، كما أن فريق العمل يجب أن يحوى أديبا وعالما وحالما، فهم مثلث النجاح المتكامل.
إن الأهمية القصوى لفريق العمل لا تقل عن أهمية المرشح نفسه، فكلما كان فريقا متناغما متكاملا ومتوافقا نتجت حملة انتخابية واعدة وبرنامج انتخابى مستقر خلاق، وخصوصا أنه بات مفهوماً الآن أن فريق عمل المرشح من الممكن أن يساهم مع المرشح بعد نجاحه، لذا يصبح اختيار الفريق أهم من اختيار الطريق!!
كما أنة لا تقل أهمية عملية اختيار العاملين على الأرض فى كل المحافظات، فحسن السير والسلوك والعمل السياسى النظيف يجب أن يكونوا من أهم معايير اختيار فريق العاملين فى كل المحافظات، وخصوصا أن كل فرد فى حملة المرشح يكون رسوله وواجهته فى كل المواقع والمناسبات، لذا يجب أن تتم عملية تدقيق فى أعضاء الحملة، وقد يكونوا بالآلاف، ولكن لا مفر من غربلتهم!!