بداية أودع الصديق الثائر عزازى.. طيَّب الله ثراك وأسكنك فسيح الجنان.. سنفتقدك.
أمس (8 مارس) عادت الدراسة بالجامعات والمدارس، بعد غلق استمر شهرا دون مبرر على الإطلاق، وهو قرار إجرامى لحكومة الببلاوى، يعكس التواطؤ الذى حذرنا منه مرارًا وتكرارًا ولا مجيب. الفرق الوحيد هو أن الببلاوى رحل وجاء محلب رئيسًا للحكومة.
والسؤال هل ستستمر الأوضاع على ما هى عليه فى الجامعات على وجه الخصوص؟! أم ماذا؟! لقد قال المهندس محلب رئيس الحكومة الجديد: «إننا لا نملك وقتًا لنضيعه»، فهل يمكن ترجمة ذلك إلى واقع فعلى أم ستظل هذه الكلمات مجرد فرقعات إعلامية؟ وبصورة مباشرة، أعاود عرض مفتاح مشكلة الجامعات الذى يكمن فى وجود أربع رؤساء جامعات إخوان هى «جامعات بورسعيد والإسكندرية والمنيا وبنى سويف»، ومثبت أنهم ينتمون إلى هذه الجماعة، وآخرهم رئيس جامعة بنى سويف وتستر على إجازات مرشد الإخوان د.محمد بديع الذى يدخل الجامعة ولم يدرس للطلاب ويتلاعب بالقانون ويجد من يتستر عليه، وبطبيعة الحال ليس ذلك بالمجان!! والإثباتات بحقهم موجودة ومنشورة حتى كانوا فى اعتصام رابعة بـ«الترنجات»، ولكن السلطة تتعامى عن هذه الحقائق على خلفية أنهم منتخبون!! وهم فى النهاية معينون بقرار من رئيس الدولة الذى يملك عزلهم فى أى وقت وتكليف أقدم النواب حتى استكمال العام الدراسى وإجراء انتخابات جديدة. والمشهد يتكرر عقب ثورة 25 يناير وسقوط مبارك، انتفضت الجامعات مطالبة بعزل رؤساء الجامعة المنتمين إلى الحزب الوطنى الحاكم، وتحت الضغط الشعبى اضطروا إلى الاستقالة، وسط تواطؤ مشابه من سلطة المجلس العسكرى المباركية آنذاك التى تحججت بأنه صادر لهم قرارات جمهورية!! فى حين كان قد عُين رئيس أكاديمية السادات وبعد أقل من عامين وهو بدرجة رئيس جامعة، صدر قرار جمهورى آخر بعزله وتعيين شخص آخر، وكان فى ظروف عادية لا فى ظروف ثورية!! المهم الآن أن رؤساء الجامعة الإخوان يتسمون بالبلادة والبرود، ولن يقدموا استقالاتهم، ورغم الدم والعنف والتخريب الذى حدث بالجامعات فإن السلطة حتى الآن مطالبة بالمبادرة بعزلهم بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية، وإلا فإن الجامعة ستستمر على صفيح ساخن. وهناك حالات عدد من الأساتذة تم إلقاء القبض عليهم بهذه التهمة ومحتجزون إلى الآن، بينما رؤساء الجامعة الذين يمتلكون سلطات واسعة مالية وإدارية بدرجة «وزير»، ما زالوا مستمرين!!
الأمر جد خطير، حيث إن هناك نحو 30 قيادة إخوانية فى مناصب جامعية (عميد، ووكلاء ونواب رئيس جامعة) مستمرون فى أعمالهم، ويديرون عنف الإخوان، كما يجرى تعيين أساتذة إخوان فى مناصب حاليا (نموذج بورسعيد أعرفه)، كذلك هناك بلاغات مقدمة بتهم عديدة ضد هؤلاء إلى النائب العام، الذى لم يلتفت إليها إلى الآن، ويبدو أن السلطة الحاكمة والحكومة لم تعط الضوء الأخضر لذلك!!
وقد كتبت عدة مقالات طوال الأشهر الماضية بضرورة عزل هؤلاء حرصا على حماية الأمن القومى، وتحقيقا لاستقرار العملية التعليمية، كما تحدثت فى وسائل الإعلام بشكل متكرر أيضا، وتحدثت مع مسؤولين فى الدولة، وأوضحت لهم خطورة استمرار هؤلاء، ووعدونى بالنظر ولا مجيب، حتى وزير التعليم العالى المختص السابق وعد ولم ولم ينفذ بكل أسف!!
وهل تتصوروا أنه صادر بحق رئيس جامعة بورسعيد تحديدا وهو الإخوانى المشارك فى بؤرة رابعة الإرهابية ونشرت صورته بوضوح جريدة «أخبار اليوم» فى صفحة كاملة، وحكم محكمة بعزله من منصبه، وذلك نتيجة بطلان المجمع الانتخابى، ورغم تحريك وزير التعلمى العالى السابق د.حسام عيسى لتنفيذ ذلك فإن رئيس الحكومة السابق الببلاوى جمّده لدى المستشار القانونى له!! ولم ينفذ إلى الآن رغم صدوره البات والنهائى منذ شهور!!
والسؤال لماذا تستنزفنا السلطة الحاكمة إلى هذه الدرجة المهندية؟! لماذا دأبت على ضياع الوقت والجهد بلا عائد؟! ولماذا لا تعلن أنها جاءت لكى لا تغير الأوضاع، بل تثبتها وتعمل وفقا لحساباتها لا بحسابات الشعب الثائر؟! وأقولها بوضوح كعادتى إذا ما لم تبادر حكومة محلب بقرار سريع بعزل رؤساء الجامعات الإخوان، وأمثالهم فى المصالح الحكومية مثل رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات فى إطار التطهير الشامل، وبالشرعية الثورية الحاسمة، فقولوا معى: البقية فى حياتكم إلى حين ميسرة!!
الثورة مستمرة حتى النصر بإذن الله.
ولا يزال الحوار متصلا.