
قبل أسبوعين على عرض الفيلم الأمريكي () في الولايات المتحدة تشهد القاهرة جدلا بين الذي طالب بمنع عرضه في دور العرض الية ومثقفين وفنانين يحثون على عرضه مشددين على عدم جدوى المنع في ظل إمكانية مشاهدة أي فيلم في المواقع الإلكترونية.
ففي حين يشدد على "عدم جواز عرض الفيلم.. الذي يجسد شخصية رسول الله .. وأنه أمر محرم شرعا" تطالب جبهة الإبداع الي بعرض الفيلم بحجة أن فكرة تحريم تصوير وتجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية "لازالت حتى الآن.. اجتهادا من الشيوخ والفقهاء... اجتهادا في التأويل".
والهيئة التي تأسست مطلع 2012 -ردا على بوادر تشدد تجاه الفنون آنذاك مع صعود تيارات دينية محافظة- تضم مئات من المثقفين والفنانين ومنهم وزير الثقافة الأسبق عماد أبوغازي ورؤساء النقابات الفنية ومن المخرجين داود عبدالسيد وخالد يوسف ومن الممثلين محمود حميدة ونبيل الحلفاوي.
وفيلم () الذي أخرجه دارين أرنوفسكي يقوم ببطولته راسل كرو في دور النبي وأنتوني هوبكنز وجينيفر كونيلي وإيما واطسون ويتناول الفيلم قصة النبي التي وردت في الكتب المقدسة حيث بنى سفينة لينقذ الجنس البشري والمخلوقات من الطوفان.
وقال ممثل لشركة باراماونت لإنتاج وتوزيع الأفلام لرويترز يوم السبت إن ثلاث دول عربية هي قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة حظرت عرض الفيلم.
وقال في بيان إنه "متمثلا في إمامه الأكبر وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية جدد رفضه لعرض أي أعمال تجسد أنبياء الله... هذه الأعمال تتنافى مع قامات الأنبياء والرسل وتمس الجانب العقدي وثوابت الشريعة الإسلامية وتستفز مشاعر المؤمنين."
وأضاف البيان أن عرض هذا الفيلم "محرم شرعا ويمثل انتهاكا صريحا لمبادئ الشريعة الإسلامية التي نص عليها الدستور و الشريف باعتباره المرجعية في الشئون الإسلامية" وطالب بمنع عرضه.
لكن جبهة الإبداع الي نوهت إلى استحالة "المنع فعليا" حيث يتحول الفيلم إلى وسيط يسهل مشاهدته عبر الإنترنت.
وقالت إن دور الشريف هو نهي الجمهور عن مشاهدة الفيلم أو التحذير من ذلك وهذا يدخل في نطاق "الدعوة وليس المحاكمة... فهمنا لدور أو الكنيسة أو المؤسسات الدينية هي الدعوة للدين لا إقامة ما يرونه صحيحا بالقوة" في إشارة إلى مطالبة بمنع عرض الفيلم.
وتابع البيان أن الذي يشاهد الآن الممثل راسل كرو في الشارع ويعتقد أنه "سيدنا شخصيا" يحتاج إلى العلاج النفسي وأن التعامل الصحيح مع الفيلم لا يكون بمنعه عن ملايين الأصحاء ذهنيا المدركين لماهية السينما."
وكان فيلم (آلام المسيح) الذي أخرجه ميل جيبسون عام 2004 عرض في العالم العربي بعد أن أثار جدلا مماثلا لأنه يتناول صلب السيد المسيح.