بعد انتشار خبر مفاده أن حزب النور يسعى للحصول على أغلبية المقاعد فى انتخابات البرلمان القادمة وتشكيل الحكومة نفى الأخ «نادر بكار» –مسئول نفى الأخبار والإعتذارعما يصدر من أعضاء حزب النور على الدائري- فى مداخلة هاتفية له مع «محمد على خير» فى برنامجه «مساء الخير» على قناة «سى بى سى تو» صحة هذا الخبر وقام بتصحيحه مؤكدًا أنه لم يتحدث عن رغبة حزب النور فى الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان وإنما كل ما كان يقصده هو رغبة الحزب فى أن يكون مايسترو الحياه النيابية القادمة فى مصر، مايسترو قادر على التوفيق بين باقى الأحزاب وجمع كلمتهم على كلمة واحدة ودرء ما قد ينشأ بينهم مستقبلاً من فتن وخلافات واختلافات.
و هو ما يدحض كل ما قيل بخصوص رغبة الحزب فى السيطرة على البرلمان والحصول على أكبر نسبة به من المقاعد، لأ يا جماعة، ما تظلموش إخوتنا السلفيين بتوع النور، فهم فقط يرغبون فى الإضطلاع بدور المايسترو وقيادة فرقة الحياه البرلمانية القادمة فى مصر. ومع إضافة معلومة بسيطة إلى تلك الرغبة، معلومة مثل أنهم يرون الموسيقى حرام أصلاً ورجس من عمل الشيطان، إذن لكم أنتم أن تتصوروا مايسترو يكره الموسيقى ويقود فى نفس الوقت فرقة موسيقية، تُرى أى كوميديا سوداء يمكن لها أن تتولد من مثل ذلك الموقف الإفيه؟
و قبل أن يتهمنى أحد بقلب الحقائق والتلاعب بالكلمات من منطلق أن الرجل لم يتحدث عن رغبته فى قيادة فرقة موسيقية وإنما تحدث عن رغبته فى قيادة حياه برلمانية، دعونى أؤكد لكم أن الكلام ليس فيه أى تلاعب من أى نوع، فإذا كانت الموسيقى المفترض بأعضاء البرلمان عزفها هى الديموقراطية، فبتوع حزب النور برضه يعتقدون أن الديموقراطية، شأنها شأن الموسيقى، حرام. يعنى ما تحاولوش، فكل شىء يخص الحياه عند بتوع النور حرام، الموسيقى حرام والغناء حرام والفن حرام والرسم حرام والنحت حرام والديموقراطية حرام والستات حرام، إلا أنه لا يوجد أى مانع من التغاضى عن بعض تلك الأشياء الحرام من منطلق ميكيافيلى بحت ينص على أنه «الغاية تبرر الوسيلة»، ومن منطلق تراثى وشعبى ينص على أنه «إتمسكن لحد ما تتمكن»، ومن منطلق دينى –هو الذى يقنعون به أتباعهم- ينص على أنه «الضرورات تبيح المحظورات».
وبناءً عليه تعالوا نتخيل ما قد يصبح الأمر عليه إذا تحققت رغبة الأخ الفنان «نادر بكار» وأصبح حزب النور بالفعل هو مايسترو البرلمان القادم، هل نستيقظ فى صبيحة أحد الأيام على نبأ ضبط أعضاء البرلمان المصرى الموقر –كلٌ بداخل سيارته ومعه مزة يناقش معها سبل تحسين أحوال المواطنين- على مطلع الطريق الدائري؟ ليتم الكشف بعد ذلك عن أن الأخ الفنان -نائب حزب النور فى مجلس الشعب المنحل- «ونيس» كان هو المايسترو فى تلك الليلة، ولما رآه الأعضاء واخد مزة معاه فى العربية وطالع بيها على الدائرى فعلوا مثلما فعل من منطلق أنه المايسترو والقائد وبدونه قد تفسد المقطوعة الديموقراطية التى لست بحاجة إلى تذكيركم بمدى عشق بتوع حزب النور لها، حيث يحب أعضاء حزب النور حاجتين أكثر مما يحبون أنفسهم، الموسيقى والديموقراطية.
هل نستيقظ فى صبيحة أحد الأيام على نبأ مجىء الأعضاء إلى جلسة البرلمان وجميعهم يضعون ضمادة طبية على أنوفهم حيث أن الليلة اللى فاتت كان المايسترو فيها هو الأخ الفنان عضو حزب النور «البلكيمى»، وأن الأعضاء لما رأوه بيعمل عملية تجميل فى مناخيره لتصغيرها وتظبيطها شعروا بأرواح الفن تحوم فى المكان، حيث ان زميلهم فى المجلس يفعل ما تفعلنه هيفاء وإليسا ونانسى عجرم ونوال الزغبى، إذن هو فنان بحق ويستحق أن يكون هو ورفاقه من فنانى حزب «النور» المضطلعين بدور المايسترو فى مجلس الشعب القادم، وهكذا قلدوه، فهو المايسترو، ليصبح مجلس شعبنا كله جميل ومناخيره صغيرة ومسمسمة.
هل نستيقظ فى صبيحة أحد الأيام على نبأ إختفاء جميع السيدات من مجلس الشعب والعثور مكان كل سيدة منهن على وردة تناقش الحكومة بدلاً من النائبات اللى مالهمش فى الآخر إلا بيتهم وصينية البطاطس التى ينبغى عليهم استقبال أزواجهن بعد تصغير أنوفهن بها؟ أعضاء حزب النور يرون أن المرأة عمومأ حرام ويستبدلون صور مرشحاتهن بصورة وردة، وبما أن الحزب يريد أن يصبح هو المايسترو، لذلك فليتم استبدال أى أنثى بداخل المجلس بوردة!
فى النهاية أنتم طبعاً لستم بحاجة إلى أن أخبركم بأن أعضاء حزب النور كانوا يملأون اعتصامى رابعة والنهضة، وأنهم مشاركون – بشكل غير معلن- فى كافة فعاليات شلحلجية الإخوان وذيولهم من الإرهابيين. واضح تمامًا أننا بصدد فاصل كوميدى سوداوى جديد من تاريخ ذلك البلد المُبتَلَى، فحزب النور يريد أن يكون مايسترو مجلس الشعب القادم، دا احنا حنضحك ضحك!