معركة الأزهر والرقابة على المصنفات الفنية حول عرض فيلم "نوح" ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فالمؤسسة الدينية الأعرق في مصر والعالم لها تاريخ طويل من الاعتراضات على صناع السينما المصريين والأجانب خاصة مع الأعمال التي أثارت جدلا دينيا كبيرا.
الأزهر الشريف أصدر بيانا يهدد فيه بالتصعيد في حالة عرض الفيلم الذي يجسد فيه النجم راسل كرو شخصية النبي "نوح" عليه السلام، بينما رفضت الرقابة على المصنفات الفنية الصمت أمام هذا البيان مدافعة عن قرارها بالسماح بعرض الفيلم في مصر يوم 26 مارس الجاري.
وأصدرت جبهة الإبداع بيانا صباح اليوم نددت فيه بموقف الأزهر وبعض التيارات السلفية والصوفية من الفيلم.
المشهد أعاد للأذهان معارك رجال الدين والسينمائيين والتي كان أبرزها الأزمة التي أثيرت بين الأزهر والنجم الكبير عادل إمام والمؤلف لينين الرملي والمخرج نادر جلال بسبب فيلم "الإرهابي" الذي عرض في مطلع التسعينات.
وأعترض الأزهر وقتها على الفيلم بحجة السخرية من رجال الدين وتقديمهم بصورة سلبية، وتم حل الأزمة وقتها بعد أن وجدت الدولة في الفيلم نصيرا قويا لها في معركتها ضد الإرهاب في تلك الحقبة الزمنية.
الطريف أن عادل إمام لم يسلم من اعتراضات رجال الأزهر ولكن بعد 12 عاما تقريبا عندما قدم فيلمه "عمارة يعقوبيان" المأخوذ عن رواية علاء الأسواني وسيناريو وحوار وحيد حامد واخراج مروان حامد.
واعترض رجال الأزهر وقتها على شخصية الصحفي الشاذ حاتم رشيد والتي جسدها خالد الصاوي، حيث رأي البعض ان الفيلم يدعوا لنشر الفاحشة ووصل الأمر وقتها الى أروقة البرلمان، حيث تقدم عدد من أعضائة المنتمين للتيارات الإسلامية استجوابات لوزير الثقافة إلا أن الأزمة انتهت سريعا بإجازة عرض الفيلم.
المخرج الراحل يوسف شاهين كان بطلا لأكبر أزمة سينمائية دينية في مصر بسبب فيلم "المهاجر" حيث اعترض الازهر على تصوير السيناريو الذي كان يحمل اسم "يوسف واخوته" خاصة وان القصة كانت مستوحاة من شخصية النبي يوسف عليه السلام .
واضطر شاهين وقتها الى تغيير السيناريو وإجراء تعديلات واسعة عليه كي يتمكن من تصويره.
الأفلام الأجنبية نالت نصيب الأسد من تلك المعركة حيث اعترض الأزهر والكنيسة على فيلم "آلام المسيح" ، ولكن الفيلم تم عرضه في مصر بعد أن شاهدته لجنة من رجال دين من الجانبين.
وعلى الجانب الآخر اعترضت الكنيسة على عرض فيلم "شفرة دافينشي" للنجم توم هانكس وطالبت بعدم عرضه في مصر.
ولم تكتف الكنيسة أيضا بهذا الموقف بل اعترض بعض رجالها على فيلم "بحب السيما" للمخرج أسامة فوزي والنجمان محمود حميدة وليلى علوي، وشكل وقتها الدكتور مدكور ثابت رئيس الرقابة لجنة من رجال الدين المسيحي ونقاد مسيحيين لمشاهدة الفيلم، وأجازت تلك اللجنة عرض الفيلم بعد أن تفهمت موقفه.