مرة أخرى يقف الأزهر أمام تجسيد الأنبياء على الشاشة ويصدر بيانا خاصا بالموضوع.. فمع اقتراب عرض فيلم نوح عن قصة النبى نوح، عليه السلام، فُتح من جديد باب الجدل فى حكاية تجسيد الأنبياء على الشاشة. لن أدخل فى جدال فأنا أحترم الأزهر الشريف وبياناته وفتاواه فهو مرجعيتنا الأساسية كمسلمين، ولكن أحب أن أشير إلى بعض النقاط المهمة. أولاها ما جاء فى بيان جبهة الإبداع المصرية فى بيانها الذى عبرت فيه عن استيائها من موقف الأزهر الخاص بمنع تجسيد الأنبياء على الشاشة، واعتبرت «أن هذا الأمر هو اجتهاد من الشيوخ والفقهاء ولا يوجد نص قرآنى واحد أو حديث شريف مثبت بشكل واضح ينهى عن ذلك بشكل واضح،
وإن وُجد نعتقد أن على شيوخنا أن يخرجوه لنا كى يتم تأكيد أن الله قد نهى عن ذلك بوضوح، وإن كان اجتهادا فى التأويل فربما كان على شيوخنا الأجلاء مناقشة هذا الاجتهاد مع المجتمع ومع المفكرين باعتبار أن باب الاجتهاد مفتوح منذ انقطاع الوحى». ومع انتشار الإنترنت معروف أن الفيلم سوف يعرض فى جميع الأحوال، أو بمعنى أصح سوف يشاهده الناس فى كل العالم بل سوف يحرصون على البحث عنه أكثر لتكتب فى عناوين اليوتيوب شاهد نوح الفيلم الممنوع من العرض، وهذا أمر طبيعى فكل ممنوع مرغوب.. أمر آخر..
السينما هى من أكثر الأدوات تأثيرا فى عقولنا وأفكارنا.. ألا نتذكر جميعنا عند ذكر صلاح الدين الأيوبى الفنان أحمد مظهر، ونتذكر الفنان عبدالله غيث عند ذكر سيدنا حمزة؟ ولو لم تقدم السينما هذه الشخصيات لما عرفهم كثيرون خاصة من الذين لا يهتمون بقراءة التاريخ أو السير الذاتية؟ ما أقصده هو أن الدراما عنصر مؤثر.. فلماذا لا نستغلها؟ وبدلا من المنع نتدخل لتقديم المعلومة المؤكدة والصحيحة.. أمر آخر: لماذا يحرّم الأزهر ولا يكتفى بقول لا يحبذ أو يفضل عدم مشاهدته؟ نوح النبى، عليه السلام، يقوم ببطولته راسل كرو، ومن إخراج دارين أرنوفسكى. ويسلط الفيلم الضوء على الطوفان وإنقاذ البشرية من الفناء واستخدمت فيه التكنولوجيا بشكل عال لتقديم الطوفان كما جاء فى الكتب السماوية وكما تخيله البشر وجُمعت أنواع مختلفة من الحيوانات للتواجد على السفينة.. وبما أن نوح نبى ملك للأديان السماوية الثلاثة إذن يخص المسيحيين واليهود أيضاً، والديانتان لا تحرمان ظهور الأنبياء، وهل تعلمون أن فيلم «الرسالة» خاصة النسخة الانجليزية للمخرج السورى مصطفى العقاد، رحمه الله، قد تسبب فى دخول جموع غفيرة الإسلام بعده؟