قولّى يا حمادة، هل سمعت ولو إشاعة أن نقابة الأطباء حققت مع الأطباء الإخوان الذين امتنعوا عن علاج مصابى مسيرات الإخوان فى الشهور الماضية؟!.. طيب، هل سمعت أنهم حققوا مع مديرة بنك الدم بالزقازيق التى امتنعت عن صرف أكياس الدم لشهيد الداخلية منذ شهر؟.. لم تسمع؟.. مع إن هذا من صميم عمل النقابة!..
يعنى الناس دول لا يؤدون واجبهم ومع ذلك يطلبون حقوقهم!.. يا صلاة النبى أحسن!.. طيب وبدون رزالة يعنى، هل إضرابهم شمل عياداتهم الخاصة، حيث المريض اللى بيدفع، أم أنه اقتصر فقط على المستشفيات الحكومية، حيث المريض الغلبان أبوبلاش؟.. معلوماتى أنهم لم ينقطعوا عن عياداتهم، وده ليه بقى يا حمادة؟ لأن أحلى م الشرف مفيش، خصوصا شرف المهنة!..
أعلم أن البلد كلها إضرابات، منها مدفوع الأجر، وأخرى لفئات تعانى بالفعل.. لكن الأطباء ليسوا معدمين، فالفقير منهم واخذ أودة فوق السطوح عيادة وشغال على أهل الحتة، كما أن لديهم بعض وعى يجعلهم يدركون جيدا الحروب التى تخوضها مصر الآن، كما يدركون أن حقوقهم لن يحصلوا عليها فى ظل حكومات انتقالية تواجه تلك الحروب.. أذكر أننى فى مقالة سابقة كنت قد رشحت منى مينا لوزارة الصحة، وفرحت بشدة عندما تولى تيار الاستقلال مجلس النقابة، لكنى للأسف فوجئت أننا أمام مجموعة تريد أن تظل فى الشارع.. أدمنوا الثورة الدائمة التى حققت لهم شهرة فشلوا فى تحقيقها من خلال ممارسة المهنة، لذلك فهم يرفضون الحلول الوسط كى تستمر الأزمة، وتستمر الأضواء!..
لا يهمُهم المرضى الغلابة، وبمنتهى القسوة يستخدمونهم كورقة ضغط، كما أنهم يفتقدون بشدة مهارة انتقاء الوقت المناسب.. ورغم هذا سمعتهم فى مؤتمر صحفى يصرون على أن «الآن» هو الوقت المناسب، ورفضوا أن يفسروا.. ومن خلال لقائى ببعضهم اكتشفت أن «الآن» الذى يقصدونه هو وصول المعونات الخليجية، وتعالى يا واد نلحق نهبر من الفتة قبل ما غيرنا يخلصها!.. و من شدة الافتراء يزعمون أن إضراباتهم لصالح المريض حتى لا يضطر لشراء السرنجة والقطن من الخارج، فكأنهم ينقذون المريض من «المر» بأن يذيقوه «الأمرّ»!.. أيها الأطباء المضربون، لقد رأيت بعينى أن المرضى ينهارون من البكاء فى الشارع، عندما يصلون للمستشفيات فيجدون الإضراب!.. عارفين يعنى إيه مريض يبكى؟!!..من أين أوتيتم هذه القسوة؟!!.. وهناك من يبيت فى الشارع أمام المستشفى، لأنه لا يملك فلوس المواصلات رايح جاى مرتين!.. عارفين يعنى إيه مريض يبات فى الشارع؟!.. حرام عليكم!.. لماذا توقفون الخدمة فى المستشفيات؟!..
لماذا لا يقتصر اعتراضكم على اعتصام بعضكم عند الوزارة، وتبتعدون عن إيذاء المرضى؟!.. هل أنتم ملائكة رحمة، أم إخوان الشياطين؟!.. لقد دهشت بشدة لتلك المناحة والمندبة التى أقامها بعض الإعلاميين لاستقالة أحد أعضاء المجلس، لأننى كنت أرى فى تلك الاستقالة بالذات فرجا للمرضى الغلابة.. وزادت دهشتى بقرار النقابة الساذج بمثول الوزيرة السابقة أمام لجنة آداب المهنة!!.. ألا يعلمون أن منصب وزير الصحة لا يخضع لمحاسبة النقابة، بل لمجلس الشعب فقط؟.. فما هذا الجهل السياسى؟.. لقد كان الأولى أن يمثلوا هم للتحقيق لمخالفة أخلاقيات المهنة!.. لذا أقترح على الحكومة تعمل تباديل وتوافيق، فنحن أمام أطباء غير جديرين بمهنة نبيلة، أساسها التفانى لخدمة المريض، وانطلقوا بكل قسوة الشيطان يلوون ذراع البلد بمرضاها.. هؤلاء مبدؤهم أنا ومن بعدى الطوفان، فلماذا إذن لا يهنأون بالطوفان؟.. فليفصل جميع المضربين من وظائفهم، ويحل بدلا منهم أطباء شباب زى الفل رفضوا المشاركة فى الإضراب، تضامنا مع المرضى، وأطباء آخرون لا يجدون وظائف وقاعدين فى بيوتهم منذ سنين!.. يا مجلس النقابة، اتقوا الله فى المرضى الغلابة، ولّا هتحولونى للتحقيق أنا كمان؟!
