أعجب ما فى بلادنا أن المناصب تتهافت على الرجال، ويتفاخر بعضهم بأنه عُرض عليه الوزارة، ولكنه رفض، وقليلا بل نادرا ما تُعرض الوزارة على أستاذاته فى الجامعة أو زميلاته اللاتى لم يكنّ أقل منه تفوقا! فمتى نتخلص من ظاهرة احتكار الرجال أو الطبقات العليا أو رجال الأعمال المناصب القيادية؟!. قال محلب لـ«المصرى اليوم» إنه فوجئ بعدد كبير من الشخصيات التى قام بترشيحها لتولى حقائب وزارية لا يقدمون رؤية جديدة، وكل هدفهم «الضرب فى زملائهم»، ما جعله يختار من يقدم رؤية مستقبلية بالفعل، بعيداً عن الانتقاد.
فلماذا لم يفكر فى تعيين نساء فى وزارة المفترض أنها وزارة ثورة؟ ألم يشهد نجاح الوزيرات السابقات فى الاقتصاد والبحث العلمى والإعلام وفى المحكمة الدستورية العليا والمجلس القومى للمرأة والأوبرا والدبلوماسية... إلخ؟ هل يعقل أن تعين ست وزيرات بالوزارة الجديدة بالمغرب، وتسع فى الوزارة اليمنية، وسبع فى الموريتانية، وأربع، فى الإماراتية، وثلاث فى السودانية، وفى مصر بلد الخمسين مليون أنثى و45% من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات نفرح بتعيين أربع وزيرات فقط؟! هل المصرية أقل كفاءة من المغربية أو الموريتانية أو التونسية؟! ولكنها أقل حظا، والعيب فيها، فهى تعطى بسخاء، وتعمل بلا كلل، ولا تنتظر الجزاء ولا حتى الثناء!
عندما خرجت نساء مصر فى أول مظاهرة نسائية فى تاريخ العرب لم يطالبن بحقوقهن، وإنما طالبن بعودة زعماء الأمة، ولما عاد الزعماء، وأصبحوا وزراء وقادة لم يفكر واحد منهم فى إنصاف نساء مصر، ورفض برلمان 1923 أن يمنح المرأة المصرية حقوقها السياسية.
إن العالم يشهد اليوم ظاهرة تزايد إقبال النساء على العمل السياسى وتوليهن مواقع قيادية، وقد تنبهت شعوب كثيرة إلى أن النساء يمتلكن رؤية إبداعية وحلولا مبتكرة ظهرت فيمن اعتلين مناصب عليا سياسية وقضائية ودولية. لقد ملت الشعوب صراعات الرجال وفشلهم المتكرر فى إدارة البلاد، فأعطوا أصواتهم للنساء البارزات فى بلادهم، وفى العالم حاليا 22 رئيسة دولة من بينهن أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، والشيخة حسينة واجد، بنجلاديش، وديلما روسيف، فى البرازيل، وشيناواترا، فى تايلاند... إلخ، إلى جانب ملكتين و23 وزيرة خارجية فى مختلف قارات العالم، وأربع وزيرات حرب فى كل من جمايكا وتشيلى ولاتفيا وكيب فيدى. وتتبوأ النساء مناصب مستشار الأمن القومى والدفاع فى ألمانيا والسويد والنرويج وهولاندا وفرنسا ونيوزيلاند والأرجنتين والنرويج وأروجواى وحتى مالاوى.
فمتى تُنْصَفُ المرأة المصرية؟!.