الكاتبان :ديفيد شينكر وإريك تراجر
مع دخول الأزمة فى أوكرانيا مرحلة جديدة، فإن المصريين يقارنون دعم واشنطن «للثورة الشعبية» التى أطاحت برئيس أوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش، بالانتقاد الأمريكى لعزل الرئيس السابق محمد مرسى العام الماضى. والشعور السائد الذى ينعكس فى مقالات كبريات الصحف اليومية فى مصر هو أن أمريكا غير متناسقة ولا يمكن الاعتماد عليها.
ونفس هذا الشعور بعدم الثقة، دفع وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى إلى اختيار روسيا الشهر الماضى كمقر لأول زيارة خارجية له لدولة غير عربية منذ عزل مرسى. وفى أعقاب الثالث من يوليو، علقت الولايات المتحدة نقل بعض الأسلحة لمصر، مما دفع السيسى إلى السعى للحصول على مساعدة موسكو فى تنويع مصادر المشتريات العسكرية لمصر. ووفقا لتقارير مختلفة، فإنه وقع اتفاقا لشراء أسلحة من روسيا تقدر بمليارى دولار. وهذه الأسلحة، لو حصلت مصر عليها، ستؤدى إلى تراجع التفوق النوعى لإسرائيل، وتصبح مصدر توتر آخر فى العلاقات المصرية - الأمريكية.
وشراء مصر للأسلحة الروسية يبدو للوهلة الأولى أمرا غير ضرورى، وربما يحمل مخاطر فى ضوء الالتزامات المالية الأمريكية المستمرة لمصر، إلا أن القيود التى فرضتها واشنطن على مساعداتها بعد عزل مرسى سببت الحاجة إلى السعى لإيجاد مورد إضافى.
وفى ظل الإرهاب الذى تواجهه مصر فى سيناء، فإن حصولها على طائرات أباتشى إضافية أمر بالغ الأهمية.
ولن تعترض أمريكا أو إسرائيل على حصول مصر على طائرات هليكوبتر روسية إضافية، فى ظل وجود إجماع على أن جهود مكافحة الإرهاب فى سيناء ربما تستفيد من هذه المعدات، إلا أن أسلحة أخرى تسعى مصر للحصول عليها - وفقا لما نشرتها الصحافة المصرية حول أنواع الأسلحة التى قد تضمنها الصفقة مع روسيا - أكثر إثارة للجدل. ورغم التزام مصر بالسلام مع إسرائيل على مدار العقود الثلاثة الماضية، لكن لو حصلت على مثل هذه الأنظمة فإن هذا سيقلل التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل.
هناك مخاوف من رغبة السعودية المتزايدة باستخدام هباتها السخية للتعبير عن الاستياء من واشنطن بسبب سياستها. واستمرار الخلاف بين واشنطن والرياض حول عدد من القضايا الإقليمية ربما يمكّن مصر من شراء أسلحة غير مسبوقة ومتقدمة للغاية ومثيرة للجدل رغم اعتراضات أمريكا وإسرائيل. ولكن على الرغم من تطمينات المسؤولين المصريين،إلا أن حصول مصر على الأسلحة الروسية ينذر بانخفاض تدريجى فى قدرة واشنطن على السيطرة على كمية ونوعية الأسلحة التى تحصل عليها القاهرة، والحفاظ على التفوق النوعى لإسرائيل فى المنطقة. وعلى واشنطن أن تحذر القاهرة من أن الحصول على تلك الأسلحة يمثل مخاطر للمساعدات الأمنية الأمريكية والعلاقات الثنائية الأكبر بين البلدين.
شينكر مدير برنامج السياسة العربية فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى - وتراجر، زميل فى المعهد