رئيس الحكومة يقول عقب مقابلات المرشحين للوزارة «هذا بلد ضاع منه الحب»، ورجال حزب النور خرجوا من معسكر الحزب على البحر، وقرروا أن يقوموا برحلة بحرية لتنشيط السياحة، وظلوا يلوحون من المركب لشوية الأجانب الموجودين فى مصر، قوم حصلت البركة فإيه؟ قوم وزارة خارجية ألمانيا أصدرت قرارا بإجلاء سائحيها من المنطقة، فى الوقت نفسه خرجت قطارات الصعيد عن مسارها، لأن المواطنين سرقوا «الفلنكات».
وإليك التفاصيل:
أما الحب فهو ضائع من البلد من زمان يا دكتور محلب، وهذا الضياع له محطات، واحدة منها عند أم كلثوم وهى القائلة فى «ظلمنا الحب» نيابة عن عبد الوهاب محمد «نسينا نتعاتب ونتصارح.. وعز عليك نسيب العند ونسامح.. وعز عليا أكون البادى واتصالح.. وأصبح كل يوم بينا يفوت أصعب من امبارح.. وضاع الحب ضاع»، ثومة قالت التشخيص وبه العلاج ضمنيا، ولكن يبدو أن لا أحد يستمع لأم كلثوم عندنا لا عسكر، ولا إخوان، ولا ثوار، ولا مواطنين شرفاء، كأن أم كلثوم كانت مكسرة الدنيا فى الكويت مش هنا.
بعض الحب لا يزال موجودا ولو على استحياء. خالد تليمة يستقيل من منصبه كنائب لوزير الشباب، لأن مهام الوزير تغيرت، بعد أن أضيفت إليه وزارة الرياضة، وحتى لا يضعه فى حرج استقال ليترك للوزير حرية اختيار نوابه الجدد الذين يليقون بالمهمة الجديدة. حركة شيك تليق بثورى احتاج إلى ثلاث سنوات حتى تصبح ثوريته فى سياق يخدم ولا يفرق. ذهبت شهوة منصة هارديز، وبقى ثمة حب صادق للصالح العام. أحمد دومة الشاب الذى لم يبدأ عهدٌ جديدٌ فى مصر إلا بـ«بسم الله الرحم الرحيم.. احبسوا أحمد دومة الأول وبعدين نشوف هنعمل إيه». دومة يرسل الشعر من زنزانته لزوجته فى عيد ميلادها «ويكفينى هروبى فيك رغما عن القضبان يا نعم المال.. فسبحان الذى سواك فيضا من النور.. ونبعا للجمال»، لم يتلف السجن قلبه ولم يصرخ فى القاضى «إنت عارف أنا فين يا عم الحاج؟»، لا يزال الحب فى قلب دومة سليما بغض النظر عن كون الواحد مابيعرفش قيمة مراته غير لما يتحبس مع أحمد ماهر فى سجن واحد.
أما حزب النور، من إمتى بتوع حزب النور قلبهم على السياحة؟ وهذا ليس استهتارا بهم لا سمح الله، ولكنه تأكيد للاختصاصات، مثلما فعل الدكتور فاروق الباز عندما أخبره المراسل عن رأيه فى وجهة نظر الدكتور عصام حجى فى اختراع الكفتة، فقال الباز: «بس عصام حجى مالوش فى الطب»، لأ مذيعين التوك شو فى مصر هما اللى استشاريين باطنة يا دكتور فاروق.. ما ذنب «الفلنكات»؟