هناك فرصة عظيمة أمام الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء السابق ومجموعة الوزراء الذين خرجوا من الحكومة فى مراقبة أعمال الحكومة الجديدة.
فالدكتور الببلاوى خبر الأداء الحكومى بشكل أتاح له الاطلاع على ملفات كبرى خاصة بالبلاد.. مما جعله خبيرًا فى الكثير من أمور إدارة الدولة.
وكذا الأمر مع وزراء مثل حسام عيسى نائب رئيس الوزراء السابق ووزير التعليم العالى والدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولى السابق والدكتور أحمد البرعى وزير التضامن، والمناضل النقابى كمال أبو عيطة وزير القوى العاملة.. فقد خبروا أمورًا كثيرة فى إدارة دولاب الحكومة والدولة، مما يتيح لهم الكثير من المعرفة.
وأصبح هؤلاء ممن يمكن أن نطلق عليهم معارضة هادفة تكشف وتوضح الكثير للناس عن الأداء الحكومى.
فقد أصبحوا خبراء بالعمل الحكومى.
فضلًا عن أنهم شخصيات سياسية قبل أن يصبحوا وزراء ولهم اهتمامات بالشأن العام خلاف وزراء آخرين.
وهم شخصيات وطنية حريصة على البلد والوطن ومستقبله.
وهم شخصيات أسهمت كثيرًا فى ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو.
وقد تحملوا الكثير بدخولهم الوزارة بعد ٣٠ يونيو.
فواجب عليهم الآن الاستمرار فى المسيرة السياسية.
فلا يعقل أن يجلس الدكتور حازم الببلاوى فى بيته الآن حزينًا على تركه الوزارة، أو إقالته بشكل غريب بعد أن كان قدم استقالته.
وعليه أن يرجع إلى حزبه المصرى الديمقراطى الاجتماعى للإسهام فى «إنشاء» معارضة قوية بجانب شخصيات مهمة يضمها الحزب، وكذلك الدكتور زياد بهاء الدين صاحب الموقف السياسى والخبرات الاقتصادية التى اكتسبها من عمله فى مؤسسات حكومية إلى أن وصل إلى وزير للتعاون الدولى وممثل للحكومة- بحكم منصبه- فى مناصب دولية لدى البنك الدولى ومؤسسات أخرى، فضلًا عن أنه كان على درجة نائب رئيس الوزراء، بينما كان رئيسًا للمجموعة الاقتصادية.
وأيضا الدكتور حسام عيسى.. قد كان قياديا فى حزب الدستور وآن الأوان أن يعود إليه مرة أخرى لممارسة العمل السياسى.. وقيادة المعارضة.
وكذلك الدكتور أحمد البرعى.. الذى ربما منعه منصبه الوزارى من أن يقود حزب الدستور خلفًا للدكتور البرادعى.. لكن ها هو ترك المنصب الوزارى فعليه العودة مرة أخرى مع حسام عيسى لمزيد من الخبرات فى الحزب الذى يمكنه فى مرحلة ما أن يقود المعارضة.. وربما يحقق نتائج مهمة فى الانتخابات البرلمانية القادمة لعله، مع ائتلاف أحزاب ثورية، يقود الحكومة القادمة.
وأيضا المناضل كمال أبو عيطة.. فهو من مؤسسى حزب الكرامة.. آن أوان عودته لقيادة الحزب فى المرحلة القادمة والاشتباك مع القوى السياسية الأخرى لتحقيق الانتقال الديمقراطى.
فلا بد من عودة الببلاوى وزملائه إلى العمل السياسى والحزبى، خصوصًا فى ظل أحزاب تافهة وليس لها أى دور اللهم إلا ديكورًا لمن فى السلطة، بما فى ذلك أحزاب تاريخية لكن قيادتها تعمل لمصالحها الشخصية، ولعل ما يفعله السيد البدوى فى حزب الوفد قد أضاع تاريخه وقوته بالالتحام بالجماهير.. لكن البدوى فضل مصالحه وبزنسه الخاص على «الوفد» وتاريخه.
وهناك فرصة عظيمة للببلاوى وزملائه من الوزراء الذين خرجوا من الحكومة لإعادة تقديم أشخاصهم من جديد للشعب وسيقدمون أيضًا عملًا جليلًا للشعب.