لا أعرف- لا يعرف غيرى- كيف سيدير المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الجديد، الحكومة والبلاد خلال الفترة المقبلة.. خصوصا بعد الارتباك والتخبط الذى أدار به اختيارات التشكيلة الجديدة والقديمة للوزارة؟!
فنحن مقبلون على مرحلة مهمة جدًّا فى تاريخ البلاد..
وهناك انتخابات رئاسية.. وانتخابات برلمانية.
ولا أحد يدّعى أن هناك لجنة انتخابات ستدير تلك الانتخابات، فدور الحكومة مهم أيضا فى مساندة اللجنة الانتخابية.
ناهيك بالأزمات الكبرى التى تمر بها البلاد.
فهناك أزمة اقتصادية خانقة ونقص فى كل الموارد.. ولا يعقل أن نستمر فى الإعاشة على مساعدات تأتى من دول كالإمارات والسعودية.
وهناك أزمة فى الأمن.. فما زال الانفلات الأمنى طاغيًا.. وانتشار البلطجة.. وأصبح كل شىء مباحًا ومستباحًا لأعمال البلطجة فى ظل انشغال الشرطة بالأمن السياسى، ومواجهة الإرهاب «رغم أن ما يحدث فى الشارع من غياب أمنى لا يقل عن كارثة الإرهاب».. ومع هذا فهناك إصرار على الإبقاء على وزير للداخلية لم يؤدِّ أى دور يُذكر فى استعادة الأمن خلال فترتها السابقة، على الرغم من أن الشعب مد يده للشرطة، وأعاد إليها الثقة التى سقطت خلال ثورة ٢٥ يناير.. ووقف الشعب مع الشرطة للتصدى للإرهاب، بعد أن أجبرها على الوقوف ضد جماعة الإخوان، التى سعت إلى أخونة الوزارة «فى أثناء وجود اللواء محمد إبراهيم على رأس الوزارة»، ولعلهم نجحوا فى اختراق الكثير من المواقع الحساسة داخلها.
فكيف ومتى يستعيد الشعب أمنه؟!
وهناك أزمة طاحنة فى الكهرباء، التى يتم قطعها لساعات يوميا، ونحن ما زلنا فى الشتاء.. فما بالكم فى الصيف؟!
وما زالت أيضا قضية الاحتجاجات العمالية مستمرة.. وربما تتصاعد نظرًا لانعدام الرؤية فى معالجة الحد الأدنى للأجور، واستعادة الشركات التى خصخصناها وأعيدت إلى الدولة بأحكام قضائية..
فضلًا على العنوان الكبير «العدالة الاجتماعية» التى تخيل الكثيرون أنها أصبحت قريبة التحقق بعد ثورتين عظيمتين قام بهما الشعب ضد قوى الفساد والاستبداد وسيطرة الانتهازيين وأصحاب الأموال والمصالح الخاصة على مقدرات البلاد.
فأين لحكومة متخبطة فى لحظات تشكيلها أن تستعيد ثقة الشعب.
فمنذ الاختيارات الأولى بدا رئيس الحكومة الجديد إبراهيم محلب مترددًا متخبطًا فى تشكيلة الحكومة.
فلا يعقل ما جرى فى اختيار وزير الرى، رغم أهمية تلك الوزارة فى المرحلة القادمة.. وفشل الوزير محمد عبد المطلب خلال فترة وجوده فى حكومة الببلاوى فى وضع أى رؤية للتعامل مع سد النهضة.. يعنى من الآخر فشل فى مهمته.. ناهيك بما جرى فى اختيار بديله ثم التراجع عنه لصالح عبد المطلب.. وكأن البلد عدمت الكفاءات فى هذا المجال.
ثم تكرر نفس الأمر فى وزارات كثيرة، مثل التعليم العالى.
وحدِّث ولا حرج عما جرى فى اختيار وزير الثقافة(!)
فأى حكومة تدير البلاد.. وليس لديها أى رؤية فى تشكيلها من الأساس، واختيار وزرائها.
فللأسف هناك غياب كفاءة فى معظم الشخصيات التى جرى اختيارهم.
وهناك تخبط واضح.
ناهيك بالعشوائية «العظيمة» فى الاختيارات.
وهناك الكثير الذى يمكن أن يقال عن تلك الاختيارات وعن رئيس الحكومة والخضوع للضغوط والانصياع لها لصالح أشخاص وليس لصالح رؤية أو مستقبل البلاد.. لكن يظل السؤال معلقا، فإذا كانت تلك البداية.. فماذا عن المرحلة المهمة فى المرحلة الانتقالية؟!
فهل يستطيع إبراهيم محلب إدارة البلاد؟!