كنت من أوائل الذين كتبوا مطالبين صراحة بإقالة أو استقالة طاهر أبو زيد من منصب وزير الدولة لشؤون الرياضة، بسبب كم المشكلات التى تسبب فيها داخليا وخارجيا. نشرت مقالات متعددة فى هذا الموضوع كان منها: «الشعب يريد إسقاط الوزير» بتاريخ 12 يناير و«وداعا طاهر أبو زيد» بتاريخ 20 يناير و«استقيلوا يرحمكم الله» بتاريخ 4 فبراير.. أعربت فيها جميعا عن معارضتى التامة لطريقة إدارته للأمور ووصفته بأنه أسوأ وزير رياضة فى تاريخ مصر.
الآن وبعد أن تم استبعاده من التشكيل الوزارى الجديد، فقد انتهت تماما الخصومة التى لم تكن أبدا شخصية «لم أقابله أو أره فى حياتى» ويتبقى فقط احترامى العميق لشخصه وإعجابى الشديد به كلاعب كبير، أسعدنى وأسعد الملايين من المصريين بأهدافه الجميلة خلال مشواره مع منتخب مصر.
أداؤه غير الموفق لمهام منصبه سيؤدى -للأسف- إلى إعادة النظر مستقبلا فى تعيين اللاعبين القدامى فى مناصب عليا، بعد أن أثبتت التجربة أن هذه الوظائف تحتاج إلى شخص يمتلك حسا سياسيا، وقدرة على رؤية الأمور بصورة شاملة أكثر من احتياجها إلى شخص مارسَ الرياضة وتفوق فيها.
الدروس المستفادة مما حدث، التى يجب أن يراعيها كل من سيتقلد هذا المنصب فى المستقبل هى:
1- التركيز على اختيار فريق كفء ومخلص من المساعدين والمستشارين الذين يحيطون بالوزير ويؤثرون فى سياساته.
2- تحييد المشاعر الشخصية -خصوصا الانتقامية منها- عند اتخاذ القرارات المصيرية الخاصة بالهيئات والأفراد.
3- سماع وجهات النظر المتعددة والأخذ بالصالح منها مع عدم التعنت والتشبث بقرارات خاطئة لمجرد العند أو لإثبات الذات.
4- الحرص على وحدة صف العائلة الرياضية كلها بما تشمل من هيئات واتحادات وأندية بدلا من تقسيمها إلى فريق معى وفريق ضدى.
5- الاحترام الكامل لنظم وقوانين المؤسسات الدولية التى تجمع تحت رايتها كل دول العالم، ودونها سنصبح معزولين ومحرومين من المشاركة فى البطولات العالمية.
6- العمل الجاد فى صمت بدلا من التفرغ لإجراء مقابلات صحفية أو البحث عن فرقعات إعلامية على حساب الوقت المخصص للعمل الميدانى، وتحقيق إنجازات حقيقية على أرض الواقع.
7- تجنب الدخول فى صراعات مع جهات متعددة فى نفس الوقت، مع البعد عن كيل الاتهامات لكثير من الرموز التى يحترمها الجميع دون امتلاك أدلة حقيقية.
8- التزام المصداقية عند مخاطبة الرأى العام بدلا من اللجوء إلى استخدام الشعارات الزائفة للنيل من المخالفين فى الرأى، مثل اتهامهم بالاستقواء بالخارج الذى يعكس فى الحقيقة حالة من «الاستهبال بالداخل!».
أصبحت الكرة الآن فى ملعب الوزير المحترم النشط خالد عبد العزيز، بعد دمج وزارتى الشباب والرياضة تحت قيادته «طالبت بذلك مرارا»، وعليه الآن التحرك فورا لنزع فتيل الأزمات المشتعلة. أقترح عليه البدء بالإجراءات التالية:
أولا: عمل مصالحة شاملة بين الوزارة وكل الهيئات والإدارات الرياضية فى إطار جديد من الاحترام المتبادل والحرص على إعلاء مصلحة البلاد فوق كل المصالح الشخصية.
ثانيا: دمج اللجنتين اللتين تعدان حاليا قانون الرياضة الجديد لتصبحا لجنة واحدة تتوافق وتتفق على البنود الصالحة للقانون، وتسارع بإصداره فورا لحل عديد من المشكلات الموجودة على الساحة حاليا.
ثالثا: الانصياع الفورى لتوصيات اللجنة الأوليمبية الدولية والفيفا، ومنها إيقاف كل أنواع التدخل الحكومى فى شؤون الأندية الرياضية، وتعليق العمل بكل اللوائح القديمة، التى لا تتسق مع المواثيق الدولية، وكذلك تأجيل إجراء انتخابات الأندية لحين إصدار قانون الرياضة.
كلى ثقة فى كفاءة الوزير الجديد وفى قدرته السريعة على إعادة الهدوء بالداخل واسترداد حسن السمعة بالخارج.
بن عبد العزيز.. قدها وقدود!