هناك حالة عدم رضا عام بين طوائف الشعب المختلفة «ودعك من القوى السياسية.. خصوصا الأحزاب فهى غائبة عن مشهد الناس تماما.. وتسعى لمصالح شخصية فقط وتحديدا لقياداتها فى المحافظة على مكتسباتها التى حصلت عليها فى أيام نظام مبارك».
فمن غير المعقول حتى الآن أن تجرى إضرابات فى أماكن عمل حيوية.. فى ظل صمت أو تواطؤ من الذين يديرون البلاد.
ويستمر إضراب عمال المحلة لمدة 12 يوما ولا يحدث أى تقدم.
بل هناك إصرار على الإبقاء على رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج رغم تدهور الصناعة على يديه.
ويبدو أن فى هذا الرجل «فؤاد عبد العليم» سرا خطيرا، حيث استطاع أن يكون على رأس الشركة القابضة للغزل والنسيج والتحكم فى القطاع منذ حكم مبارك، حيث كان يجرى تصفية القطاع وبيعه وتشريد عماله.. وحتى الآن بادعاءات حكومية دعمها لهذا القطاع.
فمن يحمى فؤاد عبد العليم ليظل متحكما؟ ورغم مطالب العمال بتغييره فإن هناك إصرارا عليه أو على الأقل عدم القدرة على المساس به!!
تحدث أيضًا عن إضرابات فى مناطق أخرى.. ووصل الأمر إلى الأطباء والصيادلة.
وأيضا عودة سائقى النقل العام إلى الإضراب.
وأيضا موظفو الشهر العقارى الذين دخلوا فى إضراب عن العمل.
وهناك مطالب فئوية كثيرة.. تذكرنا بما كان يحدث فى ظل حكم مبارك قبل ثورة 25 يناير.
لقد توقع هؤلاء جميعا أن تكون هناك علاقة جديدة معهم فى ظل إدارة جديدة جاءت بعد ثورة تدعو إلى الحرية والعدالة الاجتماعية.
لكن ما حدث خلال الفترة الماضية.. يؤكد غياب الحكومة تماما عن قضايا حيوية.
وأصبحت المشكلات تتفاقم حتى لا يمكن حلها فى المستقبل فى ظل «الطناش» أو قلة الحيلة من قبل الحكومة، والذين يديرون شؤون البلاد.
لقد وجد هؤلاء فى إعادة مطالبهم الفئوية أنه لم يحدث أى تغيير.. وأن الأمور كما هى وأن الفساد كما هو أو زاد.. ناهيك بالزيادة الكبيرة فى تكاليف المعيشة وغياب الأمن.. وانتشار البلطجة التى تنال من أى مواطن.
ووجدوا أن الحكومة غائبة تماما.
فقد كان يمكن لهؤلاء أن يصبروا على ما هم عليه.. إذا وجدوا أى اهتمام .. أو وجدوا صراحة وشفافية من الذين يديرون البلاد الآن.
فالسادة فى الحكومة يديرون البلاد يوما بيوم، وليس لديهم أى خطة كأن القرار ليس فى يدهم «رغم أن الواضح أنهم أصحاب القرار ومفوضون بالتصرف فى إدارة شؤون البلاد دون التدخل من أحد».. لكنهم استكانوا للحالة واعتبروا أنفسهم مؤقتين.. فتركوا الأمور تزداد سوءا.. ولا يتخذون أى قرار فى أى قضية كبرى.
فى نفس الوقت يتعمدون غياب الشفافية فضلا عن عدم الكفاءة لكثير ممن يديرون ملفات هامة.. وعلى رأس ذلك مشكلات العمال والمطالب الفئوية.
فللأسف ليس فى الحكومة من يمتلك الشجاعة ويخرج إلى الناس ويواجه بشكل واضح وصريح أننا لدينا مشكلات كثيرة وأزمات متفاقمة فى حاجة إلى جهود ضخمة وتعاون بين الجميع، من أجل الخروج من تلك الأزمات والانطلاق نحو تحقيق العدالة الاجتماعية.
ومن هنا تتفاقم المشكلات الفئوية.. ونجد العمال غير راضين والموظفين غير راضين.. وحتى الأطباء والصيادلة.
كأنه لم تقم ثورة..
وكأنه لم يحدث أى تغيير..
فالفساد كما هو..
والشفافية غائبة..
ومن ثم تتدهور الأوضاع وتتفاقم الأزمات والحكومة غائبة.
فيا أيها الذين تديرون البلاد شوية شفافية للناس.