هناك سؤال هام تم طرحه كثيرا: هل الرجال هم من يصنعون المواقف أم المواقف هى التى تصنع الرجال؟ الإجابة المثالية قالها الخوارزمى: الرجال والمواقف تصنع بعضها البعض، لولا المواقف لم يُعرف الرجال الصادقون، ولولا الرجال ما كانت المواقف التى تقف عندها الأجيال من بعدهم.
مناسبة هذا الكلام هو الصراع الدائر حاليًّا بين ثلاثة من الرجال الذين يديرون أكبر المؤسسات الرياضية فى بلادنا. درجة الخلاف والاختلاف بينهم فى المواقف والسياسات بلغ حد الاتهام المتبادل بالتآمر والسعى للمنفعة الشخصية على حساب الصالح العام!
الأول هو خالد زين رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية ورئيس نادى هيئة مستشارى الدولة وأيضا رئيس نادى التجديف. كل هذه الوظائف يشغلها شخص واحد ولا أدرى من أين يأتى بالوقت لمتابعتها جميعا! لا أفهم أساسًا لماذا يقحم السادة القضاة والمستشارون أنفسهم فى مجالات أخرى من العمل العام -قد تعرضهم للقيل والقال- بدلا من التفرغ الكامل لمهنتهم السامية!
أتفق مع الرأى الذى تتبناه لجنته بضرورة احترام قوانين الرياضة الدولية والميثاق الأوليمبى، لكننى أختلف تماما مع أسلوبه الشخصى فى عرض وجهة نظره بشكل فيه كثير من الديكتاتورية والتعالى وقد ظهر ذلك جليًّا خلال مؤتمره الصحفى الأخير. ما الداعى إلى التهديد بإقحام القضاة فى معركته الدائرة مع وزارة الرياضة؟ كيف لقاضٍ مثله -يجب أن يتسم بالكياسة- أن يفقد أعصابه وهو يتحدث عمن يخالفونه الرأى فينفعل بدرجة تجعله يتلفظ بمفردات جارحة تبتعد تمامًا عن اللياقة بل يصل الأمر إلى حد إهانة صحفى معارض وإخراجه من القاعة؟!
الثانى هو طاهر أبو زيد اللاعب صاحب التاريخ الناصع وعضو مجلس إدارة الأهلى المعارض ووزير الرياضة الحالى. عندما تولى منصبه أعربتُ عن سعادتى باختياره وكتبت كثيرا عن حجم الطموحات المعقودة عليه، لكننى بمرور الوقت أعلنت صدمتى وخيبة أملى فيه بسبب كم المشكلات التى تسبب فيها بإصراره على إصدار كثير من القرارات الخاطئة وبعدائه غير المبرر لعديد من الشخصيات والهيئات مما أوجد حالة من الاحتقان المزمن على الساحة. يضاف إلى كل ذلك استهانته الغريبة بالتهديدات الحقيقية الصادرة عن هيئات عالمية بتوقيف مصر عن المشاركة فى النشاط الدولى!
إدارة أسوأ وزير رياضة فى تاريخ مصر والدليل هو أننا فى عهده لم نتكلم فى الرياضة بقدر ما تكلمنا عن الصراعات والمؤامرات والاتهامات.
الثالث هو حسن حمدى رئيس النادى الأهلى (اسمه الحقيقى محمد محمود حمدى) وكان فى السابق رئيسًا لوكالة الأهرام للإعلانات التى بسببها تم تحويله إلى النيابة بتهم مختلفة خرج إثرها بكفالة ضخمة وصلت إلى 2 مليون جنيه ومؤخرا تم وضعه على قوائم الممنوعين من السفر للخارج. صحيح أنه حتى هذه اللحظة لم تتم إدانته بشكل نهائى وبالتالى فهو فى عُرف القانون برىء وصحيح أنه أنجح رئيس نادٍ فى مصر وإفريقيا وصاحب أكبر إنجازات فى تاريخ الرياضة المحلية، إلا أننى أرى أن مجرد دخوله دائرة الشبهات يجعل من استمراره فى رئاسة الأهلى -ولو ليوم واحد- أمرًا غير مستحب لا يستقيم مع اسم وتاريخ هذا النادى العريق.
لعلك عزيزى القارئ تريد أن تسألنى: طيب إنت عاوز إيه دلوقتى؟
بكل صراحة ودون لف أو دوران: عاوز خالد زين يستقيل من رئاسة اللجنة الأوليمبية ويتفرغ لعمله القضائى، أتمنى إقالة طاهر أبو زيد ودمج وزارة الرياضة مع وزارة الشباب تحت قيادة خالد عبد العزيز وأخيرا أن يتنحى حسن حمدى عن رئاسة الأهلى فورا ويسلم الراية لنائبه محمود الخطيب حتى إجراء الانتخابات سواء هذا العام أو العام القادم.
إصلاح الرياضة المصرية يبدأ بإبعاد حسن.. وطاهر.. وزين!